وأفادت اليومية بأن تدخل الجمارك كان، بعد توصلهم الأسبوع الماضي بمعلومات تخص سيارتين نفعيتين محملتين بالسجائر المهربة، ما دفع إلى محاولة نصب كمين لهما، باعتراض الناقلتين في النقطة الكيلومترية 8 في الطريق بين قنيطرة وسدي علال البحراوي، إلا أن ظهور السيارتين ومشاهدة راكبيهما للعناصر الجمركية، حول المشهد إلى مواجهة حقيقية، بعد أن توقفت السيارتان وسيارة ثالثة كانت توفر لهما الحماية، حيث ترجل المهربون وتوجهوا نحو الجمركيين لإيذائهم باستعمال السيوف وقنينات الغاز المسيل للدموع، ورشقهم بالحجارة، إذ أصيب بعضهم إصابات وصفت بالخفيفة.
وأوضحت اليومية بأنه مع هيجان أفراد الشبكة الإجرامية، لم تجد العناصر الجمركية لحماية نفسها بدا من التراجع إلى الوراء، فيما أشهر جمركي آخر سلاحه الوظيفي وأطلق عيارات نارية في اللهواء، لتنبيه المهاجمين ودفعهم إلى التراجع حماية لباقي زملائه، ليزيح المهربون سلسلة المسامير الحديدية الشائكة، التي كانت تعوق مسيرتهم، لينطلقوا فارين من المكان مكملين طريقهم.
وأضافت الصحيفة بأن الفرقة الجمركية كانت أعدت خطتها لإحكام قبضتها على المهربين بأن وضعت حاجزا آخر بعيدا عن الأول بحوالي كيلومترين، ومع علم العناصر الجمركية المرابطة به بما وقع في الحاجز الأول باغتت السيارتين المسرعتين، ينصب سلسلة المسامير، إلا أن السائقين لم يتوقفا ودهسا تباعا المسامير ما سبب انفجار العجلات.
وأوردت اليومية بأنه رغم انفجار العجلات بفعل مرورها فوق المسامير المنصوبة، أكملت السيارتان طريقهما إلى ابتعدتا عن المكان لتغيير العجلات ثم الفرار، كما أشارت اليومية إلى أن المواجهات بين الجمارك والمهريبين، سيما مهربي الوقود والسجائر والخمور والكحول الطبية، استفحلت في الآونة الأخيرة، ورغم تحديد هويات بعضهم وتقديم شكايات ضدهم، فإن الأمر لا يؤدي إلى اعتقالهم، كما أوضحت اليومية بأن مسؤولي الداخلية بالقنيطرة بعد علمهم بواقعة الهجوم على عناصر الجمارك، استغربوا التدخل، رغم أن القانون يمنح الحق للجمارك بإقمة حواجز دون استشارة أي جهة، لما يمتيز التدخلات من سرية وسرعة وفجائية.
«مقاتلات»
يستعمل المهربون سيارات يطلق عليها « مقاتلات »، إذ أن جلها يحمل صفائح مزورة، ولا يتوانى السائق في صدم كل من يحاول إيقافه، وهو ما ترجمته العديد من التدخلات التي انتهت باختراق سيارات المهربين بفعل الاصطدام أو الانقلاب، كما أن المدير العام للمجارك، بعث لجنة إلى وجدة، لإجراء بحث وتحديد المسؤوليات ولتقصي حقيقة ما وقع بعد احتراق سيارة مهرب ووفاته فيما أًيب زميله إصابات بالغة الخطورة.