وتخبرنا الجريدة "خلف هدوء وسحر خليج الداخلة، تختبئ العديد من الأنشطة السوداء التي تذر دخلا خياليا على ممتهنيها، فإذا كان تهريب السجائر والصيد غير المشروع لبعض الأنواع من الأسماك أمرا يعرفه الجميع، فالقليل منا يعرف تجارة خيار البحر "الخيارة" كما يسميها أبناء المنطقة والغطاسون، الذين قدموا من مختلف مناطق المغرب للظفر بحصتهم من هذه التجارة"، كما يُطلق عليه اسم "خيار" نظرا لمفعوله الجنسي القوي.
وتابعت الجريدة "خيار البحر الكائن البحري ذو الدور البيولوجي المهم في تنظيف مياه البحر صيده محرم دوليا، غير أن صيده في المغرب من جهة أخرى، يعني الحصول على ثروة لكل من يساهم في مسار بيعه في منطقة غير بعيدة عن المغرب..موريتانيا".
وقالت الجريدة "مجرد الحديث عن "الخيارة" في ميناء الداخلة كفيل بأن يجعلك محط أنظار الجميع، هنا "الخيارة" كنز ثمين ويجب إبقاءه طي الكتمان، لا يوجد لأي شيء يوحي بوجود ممارسين لهذه التجارة، كما أن سلطات الميناء لا تدري هي الأخرى إن كانت هذه التجارة موجودة أصلا بخليج الداخلة".
وتضيف الجريدة "وحده موت أحد الغطاسين أسبوعين من الأن فجر خبر تجارة حاول أصاحبها إبقاء سرها أسطوريا دون تأكيد أو نفي".
واستطردت الجريدة "في تحقيقنا نعود للحرب غير معلنة بين المهربين والسلطات، وماهي حصيلة المهربين من خيار البحر؟ والمهن الهامشية التي خلفتها هذه التجارة؟ وكذا مسار تهريبها ومن يحمي هذه الثروة البحرية التي تسيل لعاب الكثيرين؟".
أسئلة إجابتها في مرمى المسؤولين
أسئلة الجريدة تبقى بدون جواب، إلى أن تتحرك السلطات المعنية وتفتح ملفا يعد من بين ملفات التهريب الخطيرة، التي تهدد التوازن البيولوجي لشواطئنا.
أغلبنا لا يعرف شيئا عن هذه التجارة، والشكر كل الشكر للجريدة لقيامها بهذا التحقيق، تحقيق ربما يدق ناقوس الخطر عند المسؤولين، من أجل التحرك للحد من استنزاف خيراتنا البحرية، ولحماية أرواح شباب يغامر بحياته في سبيل مبالغ مالية لا تحقق له الحياة الكريمة، في حين أنها تدر على من يقف وراءها ملايين الدراهم.