وتابعت "الأخبار" أن رئيس مصلحة الشرطة القضائية التابعة لولاية الأمن الإقليمي لفاس أوضح لليومية، أن إحالة المتهم على الطب النفسي، جاء عقب حالة الارتباك والاضطراب التي لوحظت على تصريحاته خلال إخضاعه للتحقيق التمهيدي من لدن عناصر الضابطة القضائية.
وقالت اليومية إن المتهم ضربت عليه حراسة أمنية داخل المستشفى، في انتظار صدور تقرير طبي للتأكد من حالته العقلية والنفسية. وسبق لمصالح الأمن أن أوقفت المتهم، يوم الثلاثاء الماضي، بحي المشور فاس الجديد بمحاذاة القصر الملكي، وهو يردد عاليا بأنه "المهدي المنتظر" قدم من سوس إلى العاصمة العلمية، بغرض "نشر الفضيلة، ونزع الشر من قليوب الناس".
وأكدت"الأخبار" أن تدخل عناصر الأمن لاعتقال المتهم، جاء عقب إشعار في الموضوع، بعدما لاحظ بعض المارة المعني بالأمر، وهو يقوم بحركات مثيرة للشبهات، ليتم اقتياده إلى أقرب دائرة للأمن، وهناك جرى الاستماع إلى تصريحاته، ليتبين أن هناك تضاربا في أقواله، مصرحا بأن عمره لا يتجاوز 22سنة، وينحدر من إقليم تاونات، جاء إلى فاس عبر مدينة سيدي قاسم، بداعي أن "الله أوحى له بذلك، لانطلاق من العاصمة الروحية للمملكة في حملة لنشر دعوته".
وأضافت اليومية أن ما أثار شكوك المحققين أكثر وجعلهم يأخذون الواقعة على محمل الجد، عثورهم على حاسوب محمول ومنشور ديني بحوزة المتهم، فضلا عن تعمده الجهر بادعاءاته أمام الملأ بالشارع العام. وقد تم إخضاع الحاسوب لخبرة تقنية، دون أن يتم الكشف به عن معطيات تثير الشبهات.
أجواء من الفزع
سبق أن ظهر ثلاثة أشخاص بفاس، على الأقل خلال العشر سنوات الأخيرة يدعون أنهم"المهدي المنتظر"، آخرهم في أكثوبر 2013، حين داهم مسجد القرويين بخنجر، وعمد إلى خلق أجواء من الفزع في صفوف المصلين، بعدما سبق أن اعتدى على سائح أجنبي في قلب المدينة العتيقة. وقد تبين عقب التحقيق الأولي وإخضاعه للخبرة، كما حال باقي المتهمين الذين ادعوا نفس ذلك، أنه يعاني من اضطرابات نفسية وعقلية، وسبق أن تابعوا العلاج من هذه الأعراض، دون أن يتماثلوا للشفاء.
