وقال الدكتور لطفي بوسدة، المسؤول عن ضيعة التجارب بتيط مليل، لـ"الأخبار"، إن معهد باستور قدم أبحاثا عديدة عن فوائد سموم العقارب والأفاعي، مضيفا بأن السم الذي ارتبط في الأذهان بالقدرة السريعة على الفتك بالأرواح، قادر على دعم جهود المعهد في مجال البحث العلمي، من خلال مجموعة من الدراسات الجادة التي قام بها المعهد منذ سنوات عن فوائد سم العقرب للمصابين، ليس فقط باللسعات ولكن بالعديد من الأمراض الأخرى بما فيها أمراض السكري، ومن يعانون من الدورة الدموية الحادة، والأنيميا وغيرها من الأمراض.
المسؤول عن ضيعة التجارب، أوضح بأن موسم الأفاعي والعقارب، يمتد من شهر أبريل حتى حلول فصل الشتاء من كل عام، لأن العقارب والأفاعي من ذوات السم البارد، ولا يستطيعون أن يحافظوا على درجة حرارتهم، لذلك يخرجون من جحورهم، ثم يردف، "المواطن عادة ما يربط من خلال معتقداته بين حرارة الجو، وازدياد العقارب والأفاعي، التي لا تظهر تحت الضوء بل تتحرك في الظلام، علما أن المناخ القاري يشكل جاذبة للعقارب والأفاعي".
تجار السموم
وأضافت الجريدة، أن هناك تجار يزودون الضيعة المذكورة ببضاعة السموم. رضوان مصباحي هو صاحب المهمات الصعبة، وهو القادر على تمشيط أي منطقة من العقارب والأفاعي والثعابين، يكفي أن يعلم بمخابئ هذه الكائنات حتى يتعقبها ويبحث عنها تحت الحجر وفي المغارات.
يملك رضوان، تضيف الجريدة في تحقيقها، مخزنا بجانب بيته بدوار تابع لجماعة "أولاد عيسى"، يضع فيه مخزنه من السلع الخطيرة، من عقارب وأفاعي غالبا ما يضعها في أكياس بلاستيكية ذات جودة عالية، إلا أن لكل مهنة مخاطرها، فغالبا ما تتسرب من بين الثقوب أفاعي وثعابين وعقارب.
يحمل رضوان بضاعته على متن السيارة دون إجراءات احترازية كبيرة، ويشد الرحال صوب مدينة الدار البيضاء، ليفرغ ما يحمل جوف السيارة من "سلع" محشوة بالسموم في ضيعة تيط مليل بالدار البيضاء، ويقضي ساعات في جرد الكمية المحمولة، خاصة وأن إدارة المركز غالبا ما تدقق في حالة البضائع، فترفض الصفراء منها والصغيرة الحجم والمبتورة الأطراف، مما يتطلب وقتا طويلا لإيداع العقارب في المصلحة، والعودة إلى عمق دكالة بوصل يؤكد تزود الضيعة بالكمية المتفق عليها.
يقول مدير الضيعة لـ"الأخبار"، إن السموم لها منافع كثيرة عكس ما يعتقد الكثير من الناس، فيها علاج من داء الكلب وداء السل وحتى وباء إيبولا، لقد كان المركز ينتج الأمصال ويحقق الاكتفاء الذاتي من اللقاح بل ويصدره إلى دول أخرى خاصة ليبيا قبل أن يتوقف عن الانتاج، ويقتني حاجياته من الأسواق الهندية".
بيع الأفاعي بالتقسيط
لا يوجد مخزون من الأفاعي والثعابين في ضيعة تيط مليل، لكن هذا الفضاء عرف في السنوات الماضية كميات وافرة من الأفاعي.
يصر رضوان على أن بيع الأفاعي والثعابين لمروضيها في ساحة "جامع الفنا"، أو غيرها من فضاءات الفرجة، أكثر مردودية من بيعها لمعهد، حيث غالبا ما يتأخر صرف المستحقات وتسديد فاتورات قال إنها وصلت في بعض الأحيان إلى 10 ملايين سنتيم. لكن العاملين في تجارة السموم يؤكدون أن المروضين يحتاجون لدورات توعية حتى لا يظلوا عرضة لمخاطر السموم.
