قالت يومية "الأحداث المغربية" إن النيابة العامة بمدينة ميدلت أودعت، أمس الاثنين، "فقيهين" اثنين، السجن المحلي بعد متابعتهما بتهم تتعلق بالنصب عن طريق ادعاء استخراج كنوز، فيما حررت مذكرة بحث وطنية في حق شريك لهما.
وأوضحت الجريدة في مقال بالصفحة السادسة، أن الفقيهان طرقا باب منزل أحد سكان عاصمة التفاح وطلبا منه "ضيف الله"، وهو الطلب الذي لم يتردد الرجل في الاستجابة إليه، فقام بالواجب وأكرم ضيفيه.
وتابعت الصحيفة أن الضيفان أخبرا مضيفهما، على مائدة العشاء، أنهما جاءا من مدينة تزنيت في رحلة دامت شهورا طويلة قبل أن يتمكنا من تحديد مكان كنز تقدر قيمته بحوالي قنطارين من الذهب الخالص، مؤكدين أن مخبأه لا يعرفه أحد سواهما.
وأضاف الفقيهان وهما يشرحان لمضيفهما، وفق "الأحداث"، أن كل ما ينقصهما هو إحضار المفاتيح والطلاسم التي لا يفتح الكنز من دونهما، والتي يعلمان بما أعطاهما الله من العلم أنها داخل صندوق مدفون بجبال المنطقة، وفق تعبير الجريدة.
ورغبة منهما في مكافأته على حسن الضيافة، اقترح الفقيهان على مضيفهما أن يشترك معهما في هذا السعي لكي يقتسما معه الكنز، وهو العرض الذي وافق عليه بعد تردد قصير، تقول الصحيفة نفسها.
ومضت اليومية تسرد وقائع الحكاية، مشيرة إلى أن الثلاثة غادروا ميدلت، مع غروب شمس اليوم الموالي، في اتجاه الجبال الواقعة على الطريق المؤدية إلى مدينة الريش، وما هي إلا دقائق معدودات حتى كانوا بالموقع المحدد، وشرع أحد الفقيهين في الحفر الذي سرعان ما كشف لهم عن وجود صندوق معدني عثروا بداخله على مفاتيح ورقعة جلدية مكتوب عليها عبارات وطلاسم.
وبينما عاد الثلاثة من حيث أتو، اعترض طريقهم فجأة حارس غابوي (فوريستي) واستفسرهم عما يفعلونه هناك في ذلك الوقت المتأخر من الليل، وقبل أن يلقى منهم جوابا كان قد انتزع الصندوق من يد الفقيه وشرع يتفحصه، تضيف "الأحداث"، مشيرة إلى أن الثلاثة لم يجدوا بدا من الاعتراف للحارس بسر الصندوق، عارضين عليه أن يسلمهم الصندوق مقابل تمكينه من نصيبه من الكنز، لكنه رفض العرض وتشبث بإبلاغ السلطات المختصة بأمرهم، دون أن يثني ذلك من عزيمتهم فواصلوا الإلحاح عليه حتى لا تضيع منهم فرصة العمر، إلى أن وافق أخيرا مشترطا عليهم تسليمه 20 مليون سنتيم مقابل الصندوق، وهو ما وافقوا عليه فورا.
وحسب الصحيفة نفسها فقد تكفل المضيف الضحية بتمويل الصفقة مع "الفوريستي" الذي رافقهم إلى منزل الرجل بميدلت، وهناك سلمه مبلغ 5 ملايين سنتيم، ضاربا له موعدا بعد يومين لتسليمه باقي المبلغ.
فطنة صديق
في انتظار حلول الموعد مع الحارس الغابوي، لم يتمالك الرجل نفسه فباح لصديق له بسر الكنز المنتظر وصندوق المفاتيح.. غير أن الصديق فطن إلى أن في الأمر خدعة، فحاول تنبيه صديقه إلى أنه سقط في فخ نصابين، الشيء الذي لم يصدقه الضحية الذي شرع ينزه الفقيهين عن القيام بذلك.
وتقول "الأحداث المغربية" إن الصديق تقدم إلى مصالح الشرطة مبلغا بشكوكه في أن يكون صديقه يتعرض لعملية نصب، قام على إثرها أفراد الشرطة بإيقاف الفقيهين، اللذين اعترفا أثناء التحقيق معهما بالخدعة التي نصباها للضحية بالتعاون مع شريكهما الذي لعب دور "الحارس الغابوي".