وأضافت يومية "الأخبار" في ملفها لنهاية الأسبوع، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لمحاربة الشبكات الإجرامية المتخصصة في التهريب والاتجار الدولي في المخدرات، تمكنت في منتصف مارس 2012، من تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في تهريب المخدرات. أربعة ليبيين، كانت هي حصيلة الاعتقالات، و16 سيارة فاخرة بالإضافة إلى شاحنة. التحقيقات قادت إلى اكتشاف أن هؤلاء الليبيين، الذين كانوا يتعاملون مع 5 مغاربة اعتقلوا أيضا، يكونون جزءا من مافيا دولية تنشط بين المغرب وليبيا ومصر.
وأوضحت اليومية في ملفها، أن المصالح الأمنية في أواخر مارس 2012، وهي السنة التي بدأ فيها الرأي العام المغربي يتعرف على الأنشطة غير القانونية، التي يتزعمها ليبيون يفدون على المغرب، إشكالية تتعلق بكشف الطريقة التي تهرب بها تلك الشبكة الأموال المحصلة من أنشطتها داخل المغرب، خصوصا وأن الأمر يتعلق بالاتجار الدولي للمخدرات وتهريبها عبر الحدود.
لكن الحيرة لم تدم طويلا، إذ كشفت المصالح الأمنية أن المهربين كانوا يخططون لأزيد من 50 عملية تهريب كبيرة عبر الحدود، لما تبلغ قيمته 90 طنا من الشيرا، تنقل من المغرب إلى الجزائر، لتوجه إلى ليبيا ومصر.
"سالم" ليبي مبحوث عنه
قصة هذا الشاب الليبي، بدأت عندما تنبه مواطن مغربي إلى أن شريكه (سالم)، موضوع مذكرة بحث دولية بسبب الاتجار الدولي في المخدرات.
كيف تبحث"الأنتربول" عن شخص تحرك من التراب الليبي ووصل إلى المغرب، بل وحصل على الإقامة ودخل في تعاملات تجارية، وأسس شركة مع شريك مغربي؟ يكشف في الأخير، أن شريكه يتحرك بهوية مزورة، ليخلص في الأخير بنقرة بسيطة، إلى أن شريكه مبحوث عنه من طرف سلطات بلاده في ليبيا أولا، ثم من طرف الأنتربول.
وقالت اليومية إن المبحوث عنه وقتها، كان على علاقة واسعة مع مغاربة تعرف عليهم فور قدومه إلى الدار البيضاء، وكغيره من الذين شكلوا "بيادق" قوية في لعبة الاتجار الدولي في المخدرات وتأمين تهريبها إلى الخارج، فإنه كان مهوسا بالسيارات الفارهة، إلى الدرجة التي فكر معها في تأسيس شركة لكراء السيارات، وعبر أكثر من مرة لشريكه المغربي، أنه يرغب في توفير سيارات فارهة لهذا الغرض.
ليبيون قدموا تجارب ناجحة
قصة الليبيين مع المغرب قديمة، فإذا كان المغاربة قد اعتادوا قبل عقود التوجه إلى ليبيا من أجل عمل شريف، أحيانا بأجرة زهيدة، قبل أن يعودوا من ليبيا هذه الأيام، خاليي الوفاض، وكل همهم النجاة بأرواحهم، مما آلت إليه الأوضاع الأمنية هناك، فإن الليبيين الذين وفدوا إلى المغرب كانوا يأتون من أجل الاستثمار.
بعض الليبيين قدموا تجارب ناجحة، وازدهرت أعمالهم الاقتصادية، خصوصا في المجال التجاري والسياحي، داخل المغرب، لكن آخرين استعملوا يافطة الاستثمار للتستر على الاتجار الدولي بالمخدرات.