الخبر تورده جريدة الصباح في عددها ليوم غد الجمعة وعلى صدر صفحتها الأولى، حيث قالت إن الخلية اعتبرت الأخطر من نوعها بالنظر إلى طريقة تنظيمها وتشتتها عبر مجموعة من المدن، وأيضا بالنظر إلى مشروعها الإرهابي، المخطط لأهدافه بعناية والمكتمل بمخطط تمويهي، وضعه زعيم الخلية بعد الانتهاء من تنفيذ مشروعه في الإيذاء والتخريب العمديين.
وحسب يومية الصباح فإن من بين الأهداف الاستراتيجية التي رسمتها الخلية المفككة، التي تسمي نفسها "ولاية المغرب الأقصى للدولة الإسلامية" تصفية شخصيات سياسية وعسكرية وأجانب، باعتماد طريقة تصفية شكري بلعيد، النقابي التونسي، وباستعمال درجات نارية لتسهيل المأمورية، كما ذكرت بأن من ضمن لائحة المستهدفين من قبل الخلية نفسها، يوجد إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، والناشط الأمازيغي أحمد عصيد، والشاعرة الأمازيغية مليكة مزان، وعزا المتهمون استهداف هؤلاء إلى الحكم عليهم بـ"اللائكيين".
وقالت اليومية إن المحجوزات التي ضبطت بحوزة المتهمين وكذا الأبحاث القضائية كشفت نوعية المسدسات التي كانوا يعتزمون استعمالها في عمليات الاغتيال، ومن ضمنها مسدسات كاتمة للصوت، إضافة إلى تفخيخ سيارات المستهدفين يوضع مواد متفجرة في هيكلها، ناهيك عن طريقة أخرى أكثر إجراما وهي التسميم، إذ أن المواد التي عثر عليها بحوزة المتهمين سامة وقاتلة بمجرد اللمس، كانوا يعتزمون طلائها في مقابض أبواب إقامة المستهدفين، كما أنه بالإضافة إلى الشخصيات السياسية، خطط المشتبه فيهم لاغتيال عسكريين وسياح أجانب، من فرسنا وإسبانيا بالفضاءات العمومية بأكادير ومراكش وتزنيت.
وحسب اليومية دائما، فإن المتهمون تبنوا مخططا آخر لاستهداف الأجانب سياحا كانوا أو مقيمين، بالوسائل سالفة الذكر، سيما من اعتبروهم من الجنسيات التي تشن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، كما أضافت اليومية بأن زعيم الخلية تلقى أموالا عبر تحويلات من الخارج، كما كان يعمد في كل مرة، إلى إجراء عمليات السحب بمدن مختلفة لعدم إثارة الانتباه.
وكشفت اليومية بأن التحويلات المالية أظهرت مصادر تمويل الخلية لتنفيذ مخططاتها، إذ أنه استقبل منذ أبريل من العام الماضي، من شخص يحمل الجنسية العراقية، ويلقب بأبو محمد، ما مجموعه 157 ألف درهم، كما توصل بـ2100 دولار أمريكي، وكانت التحويلات تسحب من أكادير وتارودانت والبيضاء وطنجة للتمويه وإبعاد الشبهات، ناهيك عن تحويلات أخرى من الإمارات العربية.
وقالت اليومية إن تفكيك خلية أحفاد يوسف بن تاشفين كشف مخططا إرهابيا يستهدف دولة قطر، إذ أن تتبع مسارات البحث ومصادر تمويل الخلية، قاد إلى فضح مغربي مقيم بالإمارات يعمل في مجال الفندقة والطبخ بدبي، وهو ابن خالة مقاتل يوجد ضمن تنظيم الدولة بالعراق، إذ أجرى تحويلات بالدولار لفائدة الخلية، وأظهرت الأبحاث أن الأخير مرتبط بمشروع تخريبي يستهدف المملكة المغربية وقطر، كما أبانت معاملات عناصر الخلية بمصادر التمويل عن مشتبه فيه قطري، مرتبط بالخلية نفسها كان أجرى تحويلات مالية في يناير الماضي، لفائدة أعضاء من خلية أحفاد ابن تاشفين، أخرها كانت تحمل مبلغ 7600 درهم.
مخطط إرهابي
لتنويع مصادر التمويل والحصول على ما يكفي لتغطيات حاجيات العمليات الإرهابية، لم يكتف المشتبه فيهم بالتحويلات القادمة من الخارج، بل خططوا أيضا لاستهداف تجار المخدرات لابتزازهم، وأيضا للقيام بعمليات سطو على وكالات بنكية والسطو على سيارات نقل الأموال، إذ بالإضافة إلى الحاجة إلى المال لتنفيذ المخططات الإرهابية، يحتاجون أيضا مبالغ لتصدير المقاتلين إلى "داعش"، كما خطط المتهمون على غرار خلية جند الخلافة في 2013، إلى الاعتماد على الأنترنيت، إذ كان زعيمها يعتزم بعد الانتهاء من تنفيذ مخططاته، الهجرة إلى العراق والشام، والظهور في شريط بوجه مكشوف يبث على وسائل اتصال التنظيم الارهابي لضمان انتشاره ولتويه السلطات الأمنية وإرباكها.