لم يُكتب الكثير عن طرائق تعبير المغاربة عن الحب، يومية الأحداث المغربية في عددها لنهاية الأسبوع خصصت ملفا كاملا عن الموضوع، رصدت فيه كيف يعبر المغاربة عن هذا الشعور النبيل، كبعض الأزواج الذين لا يزالون يحافظون على جمرة الحب وهاجة رغم سنين العشرة، فيما يخفت شعور البعض بالحب بمجرد "ضرب الكحل فالبيض" .
وفي جزء آخر، تحدثت الجريدة عن سبل التعبير عن الحب، التي تتنوع حسب العطور والورود، وحتى عن فضاءات تعبير الحب، كالشواطئ والمقاهي، التي ينظر إليها البعض كجموح وقلة حياء.
ولعل من عجائب الأمور التي أوردتها الجريدة هي العنف كلغة للتعبير عن الحب، وذلك حينما تستبد مشاعر الغيرة في قلب الشاب، إلى أن يعبر عن ذلك بضربها، فيما الفتاة تتقبل الأمر وتعتبره اهتماما من طرف الشاب، وطريقة للتعبير عن حبه، شعارها في ذلك "يضربني وما يخلي اللي ضربني".وسلط الملف الضوء على البعض الذي لا يستطيع التطبيع مع مشاعر الحب ولا التعبير عنها ويدخلها في خانة المحرمات، ومدخلا من مداخل الفتن، حيث يرى بعض الرجال أن تعبير النساء لحبهن لهم، دليل على ربطها لعلاقات برجال آخرين.
وقد رصدت الجريدة، رأي السوسيولوجيين، الذين أجمعوا على كون المجتمع المغربي عادات وتقاليد لم تتغير بالرغم من التحولات السوسيولوجية التي عرفها، والتعبير عن الحب أو الجهر بهاته العاطفة، لم يكن من عادات المغاربة ولا يدخل في ثقافتهم.
كما تحدث علماء الاجتماع المستجوبون عن مساهمة وسائل الإعلام في تغيير السلوكيات، وتحطيم الطابوهات، عبر التطبيع مع عدد من الممارسات سواء من خلال المواد التي تعرض عبر التلفاز، والمواقع الإلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية.
لا شك أن بين تعبير مغاربة الأمس عن الحب وبين تعبير المغاربة حاليا بون شاسع، فرغم ما رصده ملف الأحداث المغربية عن سلسلة من العقد التي تطبع علاقة المغاربة والحب، فلا ينبغي المرور مرور الكرام على صور التعبير عنه، رغم أن الرجل دائما ما كان يفرض عليه عدم إظهار مشاعر الحب.الأكيد أن عددا كبيرا من المغاربة، يتلكؤون في التعبير عن مشاعر الحب، ومادام هذا الشعور النبيل قد ولد مع البشر منذ الأزل، فلا يمكن العيش بدونه، فقد تختلف الطرائق والعبارات، لكن طالما اختار المغاربة أعقد الطرق في التعبير عن الحب، فلا ضير في ذلك، إذا كان نابعا من القلب.
