حامة مولاي يعقوب المعروفة على الصعيد الوطني بكونها محجا لآلاف الزوار، جوهرة سياحية نادرة تُغري من زارها لأول مرّة بالعودة لاكتشافها مرة أخرى، تقع على بعد حوالي عشرين كيلومترا من مدينة فاس، وتعد من أبرز مواقع السياحة العلاجية في المغرب، نظرا لمياهها الطبيعية، التي تصل من المنبع ساخنة ومالحة على عمق 1500 متر تحث الأرض، في خلطة تصلح للأمراض الجلدية والروماتيزم.
كاميرا Le360، استقت، في جولتها، آراء مواطنين، الذين عبروا عن إعجابهم بهذا المتنفس، كوجهة مفضلة لأفراد الجالية المغربية بالدرجة الأولى ومختلف مدن ومناطق المملكة، لقضاء أوقات رائعة، وسط جمال وسحر الطبيعة والمياه العذبة الساخنة التي تنبعث من باطن الأرض.
وفي هذا السياق، أكد زائر لحامة مولاي يعقوب أنها رحلة علاجية بامتياز، قائلا: «كنت أعاني من مرض جلدي لازمني لسنوات، منذ أن بدأت في الاستحمام في هذه المياه تحسنت حالتي، وبدأت الراحة تجد طريقها إلى جسدي».
من جانبها، أبدت مهاجرة مغربية من فرنسا ارتياحها، قائلة: «في كل زيارة لي لموطني، أقصد العائلة أولا، ومولاي يعقوب ثانيا»، وأضافت: «زيارة الحامة تعني لي الكثير، فمنذ أن أضفتها إلى أجندة عطلتي تحسنت صحتي كثيرا. لا أتخيل أن أعود إلى المغرب دون زيارة هذه المنطقة». قال زائر آخر إنه لم يندم على هذه الرحلة، و«سأعاود زيارة الحامة في أقرب فرصة ممكنة».
ورغم الارتفاع المهول لدرجات الحرارة، يحظى هذا المتنفس، الواقع بإقليم مولاي يعقوب، بإقبال وتوافد كبير من قبل المواطنين المغاربة والأجانب، فشهرة مياهه المعدنية حولته إلى الوجهة السياحية الأولى للمغاربة، سواء المقيمين بالمملكة أو في دول المهجر.
وفي هذا الصدد، أفاد عادل السوري، مدير حامة مولاي يعقوب العتيقة، في تصريح لـLe360، أن مياه مولاي يعقوب، التي تنبع من باطن الأرض وتصل حرارتها إلى 54 درجة عند خروجها إلى السطح، «تحتوي على عدة عناصر كيماوية، كالكبريت والملح، وعلى خصائص فيزيائية مهمة ذات النشاط الإشعاعي الطبيعي، ما يجعلها ذات فعالية كبيرة في علاج الأمراض الجلدية وبعض أنواع الروماتيزم، كما تساعد على عملية الدلك والترويض، ولهذا يقصد الحامة مغاربة وأجانب».
وأبرز المتحدث ذاته أن المشهد السياحي بالمنطقة يعرف تنوعا وتزايدا في الطلب من لدن الجالية المغربية المقيمة بكافة بقاع العالم في هذه الفترة من السنة، فرغم ارتفاع درجات الحرارة، تستعد الحامة، إلى جانب الفنادق والمآوي المحيطة بها، لإقبال مكثف، من المرتقب أن يخلق رواجا في العرض السياحي ويحرك دورة الاقتصاد بالمنطقة.