المغاربة ضحايا «المسيرة الكحلة» يحتجون أمام سفارة الجزائر بباريس للمطالبة باسترجاع ممتلكاتهم المصادرة

المغاربة ضحايا "المسيرة الكحلة" يحتجون أمام سفارة الجزائر بباريس للمطالبة باسترجاع ممتلكاتهم المصادرة

في 20/12/2025 على الساعة 08:15

احتج عشرات المغاربة من ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر، بمحيط السفارة الجزائرية في العاصمة الفرنسية باريس، مطالبين باسترجاع كافة ممتلكاتهم التي تمت مصادرتها بطرق غير قانونية. وجاءت هذه الوقفة الاحتجاجية تزامنا مع إحياء الذكرى الخمسين لعملية الطرد الجماعي التي سميت بـ«المسيرة السوداء» وطالت نحو 45 ألف عائلة مغربية خلال شهر دجنبر سنة 1975، كرد فعل جزائري «انتقامي» على تنظيم المغرب للمسيرة الخضراء.

شهد محيط السفارة الجزائرية بالعاصمة الفرنسية باريس، يوم السبت 13 دجنبر 2025، وقفة احتجاجية نظمها عشرات المغاربة من ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر، طالبوا خلالها باسترجاع ممتلكاتهم المصادرة وجبر الضرر عن الانتهاكات التي طالتهم. وتأتي هذه الخطوة تزامنا مع الذكرى الخمسين لعملية التهجير الجماعي التي طالت نحو 45 ألف عائلة مغربية في دجنبر 1975، وهي الواقعة التي عرفت تاريخيا بـ«المسيرة السوداء».

مسيرة صامتة لكسر التعتيم

وفي تصريح خص به موقع Le360، أفاد ميلود الشاوش، رئيس جمعية المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر، أن المحتجين جابوا شوارع باريس انطلاقا من ساحة كليشي وصولا إلى شارع نارفيك حيث مقر السفارة الجزائرية.

وأوضح الشاوش أن الجمعية اختارت تنظيم «مسيرة صامتة» خالية من الهتافات، واكتفت برفع لافتات تعريفية تهدف إلى تسليط الضوء دوليا على قضية ظلت لسنوات طويلة طي الكتمان والنسيان.

مطالب بالاعتذار والتعويض

وعقب المسيرة، عقدت الجمعية ندوة صحفية بمشاركة عدد من الضحايا، جددوا فيها مطالبتهم للدولة الجزائرية بتقديم اعتذار رسمي للمطرودين وللمملكة المغربية، مع صرف تعويضات مادية ومعنوية عن الأضرار الناجمة عن هذا التهجير الذي وصفوه بـ«الانتقامي» ردا على المسيرة الخضراء.

واستحضر الضحايا المفارقة التاريخية في تعرضهم للطرد من أرض ساهموا في تحريرها، مرددين مقولة يتداولها جزائريون: «الأرض التي حررتموها طردتم منها».

وأكد المتحدث أن الضحايا تعرضوا خلال تلك الفترة لممارسات لا إنسانية وتعذيب ممنهج، مشيرا إلى أن السلطات الجزائرية آنذاك واجهت أي محاولة للكشف عن هذه الانتهاكات بالقمع والاعتقال، مما ساهم في طمس الملف لعقود.

إدانات أممية وجرائم ضد الإنسانية

وكشف الشاوش أن اللجنة الأممية المعنية سبق وأدانت الجزائر بناء على أكثر من 1500 وثيقة تثبت تورط السلطات في انتهاكات جسيمة.

وأشار إلى أن التوصيات الأممية الصادرة في 2010 و2018 دعت بوضوح إلى لم شمل العائلات المشتتة واسترجاع الأملاك المصادرة، مؤكدا أن بعض الإفادات تضمنت شهادات حول عمليات قتل خارج القانون طالت أقارب الضحايا.

وشدد رئيس الجمعية على أن ما حدث يرقى إلى مستوى «جرائم الحرب» و«التطهير العرقي» الهادف لمحور الهوية المغربية، لافتا إلى أن الجزائر لم تكتف بمصادرة المزارع والمقاولات التي تقدر بملايين الدولارات، بل استولت أيضا على معاشات الضحايا وتعويضات كانت ترسلها فرنسا لبعض العائلات، ورفضت تحويلها إلى الخزينة المغربية.

دعوة لتعزيز الجبهة الداخلية

وفي ختام تصريحه، انتقد الشاوش ما وصفه بـ«التعاطي المحتشم» للحكومات المغربية المتعاقبة مع هذا الملف، داعيا إلى تبني القضية بشكل رسمي وجاد.

كما طالب بإدراج أحداث «المسيرة السوداء» ضمن المناهج التعليمية والجامعية المغربية، باعتبارها جزءا أصيلا من التاريخ الوطني يجب أن تستحضره الأجيال الصاعدة.

تحرير من طرف حمزة الضيفي / صحفي متدرب
في 20/12/2025 على الساعة 08:15