وقد حضر الندوة عميد الكلية عبد اللطيف كومات، وشهدت إقبالًا كبيرًا من الطلبة والأساتذة والخبراء في المجال التعليمي من طرف الجمعية المغربية لاضطرابات وصعوبات التعلم. وتمحورت المناقشات حول التحديات التي يواجهها الطلاب الذين يعانون من اضطرابات التعلم، وكيفية تقديم الدعم المناسب لهم داخل البيئة الجامعية للتقليل من نسبة الهدر الجامعي. كما حضر الندوة أيضًا أولياء الأمور والطلبة المتأثرين، مما أبرز أهمية التواصل والتعاون بين الجامعة والأسرة وأهم الفاعلين في المجتمع المدني لمواجهة هذه التحديات التعليمية. ويتكوّن فريق « فهموني » من ثلاثة عشر عضوا يُساهمون في تأجيج حملاتهم التوعوية بأهمية العملية التعليمية التعلمية بهدف إغناء النقاش وفتح حدود التواصل على كلّ الممكنات التي تقود المُتعلّم إلى التغلّب على كافّة اضطراباته الذاتية والبحث عن سبل لإيجاد مرتكزات قوية تساعد المتعلم على تقوية شخصيته والتغلّب على كافة العناصر التي قد تحول دون تحقيق عملية التعلّم وبناء الذات لمواجهة العالم.
يتكوّن هذا الفريق من محمد فهمي وحفصة الخلوقي وأمال هشمي وبشرى سلال وعبد الرحمان بارودي وايت الحاج إسماعيل ومونية باكريمي والجوهري يسرى ومروة اعراب ومحمد بنور ومحمد بطري ومحمد أمين إيخفى وياسر قريش. وتأتي أهمية مثل هذه الندوات العلمية في كونها تفتح نقاشاً حقيقياً وجدّياً داخل فضاء الجامعة، بعيداً عن فضاءات عمومية أخرى قد لا يعرف النقاش طريقه من الناحية العلمية. بيد أنّ الاهتمام بموضوع صعب ومُركّب من هذا القبيل يفرض على الجهة المُنظّمة أنْ تكون عارفة بالمناهج النفسية المعاصرة التي تُساهم في تقوية أواصر الذات وجعل المتعلّم يستوعب طبيعة الفضاء الجامعي الذي ينتمي إليه. بل إنّ الجامعة تلعب دوراً كبيراً في شحذ ذهنية المتعلّم بأفكار مفاهيم ونظريات، تُساعده بشكلٍ خفيّ على تجاوز عتبة الإحباط التي يفرضها الواقع أحياناً. وبالتالي، فإنّ فداحة هذا الواقع يلعب دوراً في توجيه أقانيم الجسد صوب كلّ ما هو سلبي. وهنا يتدخّل الفضاء التعليمي الجامعي ليُخلّص المتعلّم من كافة الاضطرابات التي ترافقه خلال فترة تعلّمه وتُساعده على بناء الذات واكتساب مهارات التعلّم وفق ملكاته وخصوصياته وطبيعة تفكيره ومشاغله.




