هذه قصة شاب اخترق حسابات بنكية للأجانب فوقع في قبضة الأنتربول

DR

في 25/03/2015 على الساعة 21:00

أقوال الصحفهم مجموعة من الشباب، يتحدرون من مدينة العيون، يخفون حقائق مثيرة جاءت على لسان المتهم الرئيسي في اختراق أنظمة الشبكات العالمية، إلى أن أماط "الأنتربول" اللثام عن هذه الشبكة التي تضم أربعة أشخاص، ظل العقل المدبر لها يختلس الأموال بطرق ماكرة. "الأخبار" تروي تفاصيل هذه القصة، في عددها لغد الخميس.

وقالت الجريدة إن العقل المدبر لهذه الشبكة هو من مواليد سنة 1990، كان يشتغل في مجال إصلاح الحواسيب وإعادة برمجتها، وبعد اكتسابه لخبرة كبيرة، اكترى لنفسه محلا بشارع إدريس الأول بمدينة العيون، والذي خصصه لنفس الغاية، وفي أوقات الفراغ كان يدخل إلى مجموعة من المواقع والمنتديات، خاصة لتعلم طرق القرصنة واختراق المواقع، والتسجيل بها بواسطة بيانات وهمية، وبعدما اكتسب مهارات في ذلك، فكر في التكوين العلمي، حيث التحق بالمدرسة العليا للتكنولوجيا التطبيقية الخصوصية سنة 2012 مقابل مبلغ مالي مهم.

وأكدت الجريدة أن من بين الطرق، التي جاءت على لسان الرأس المدبر أمام المحققين، للقيام بعمليات السرقة، منها إنشاء موقع إشهاري والاستفادة من مبلغ مالي عن كل زائر للموقع وعدد النقرات، وهي الطريقة التي يعتمد عليها جل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ثاني شيء اختراق مواقع تجارية بواسطة طريقة "سول إنجكشن"، حيث يدخل في قاعدة المعطيات، ويقوم بنسخ بيانات الزبائن الذين سبق لهم أن اشتروا منتجات تجارية من المواقع المذكورة، بواسطة أرقام بطائقهم الالكترونية واستغلالها عبر عملية الشراء عبر الأنترنيت، أو تحويل مبالغ من الحسابات البنكية الخاصة لأصحابها لصالحه الشخصي، عبر وكالات تحويل الأموال دون علمهم، وهي العملية التي ستكون السبب وراء اكتشافه.

وهناك طريقة أخرى كان يتخذها الرأس المدبر تضيف "الأخبار"، وهي دخوله إلى البيانات الخاصة للمواقع التجارية والشركات الخاصة، وإدخال بيانات مزيفة على أنها صحيحة، وحتى لا ينكشف أمره، ظل يلجأ إلى طرق أخرى ومنها، أنه كان يقتني الألبسة الجاهزة وأحذية زهيدة الثمن، ليعيد إرسالها عبر الوكالات المخصصة لذلك، بإدخال معطياته الشخصية أحيانا، والمزيفة أحيانا أخرى، ومن الحيل كذلك استعمال بطائق الاعتماد المصرفي، التي سبق أن عمل على قرصنتها، ومن أجل عدم لفت الأنظار إليه كان يدخل إلى الحسابات البنكية للأجانب الأثرياء، ثم يقوم بعملية تحويل مبالغ مالية تتراوح ما بين 2000 و3000 درهم.

وأضافت "الأخبار" أن أعمال القرصنة التي كان المتهم الرئيسي يقوم بها، تطورت بعدما أصبح يحس بالأمان والطمأنينة، حيث سيشارك صديق "الفيسبوك" إلى جانبه، وهو المتهم الثاني في هذا الملف.

الأخير سبق أن أدين بعقوبة حبسية مدتها ثلاثة أشهر في موضوع ذي صلة، تعرف على المتهم الرئيسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي شهر نونبر من السنة الماضية تستطرد "الأخبار"، قام الاثنان بحجز أزيد من 30 تذكرة لمشاهدة المقابلة النهائية لكأس العالم للأندية في كرة القدم، والتي أقيمت ساعتها بالملعب الكبير بمراكش، خلال شهر دجنبر من السنة ذاتها، حيث كان العقل المدبر يقوم بحجزها باستعمال أسماء وهمية، ودون أن يكشف الطريقة التي اتبعها في هذه العملية لصديقه، كما قام بمنحه هدية مكونة من أربعة تذاكر كي يعيد بيعها بنفسه حتى لا تدخل الشوائب لعلاقتهما، بينما اتفقا على بيع التذاكر المتبقية للزبائن مقابل 250 درهما للتذكرة من الدرجة الثانية، و600 درهم للزبائن أصحاب الدرجة الأولى.

ومن الحقائق التي جاءت على لسان هذا المتهم، تردف الجريدة في سرد قصة هذا الشاب، أنه ومنذ أواسط سنة 2013، كان يقوم بحجز غرف بفنادق ذات التصنيف "خمسة نجوم" بكل من مدينة أكادير والدار البيضاء والجديدة والرباط ومراكش، كما كان يقضي بها في كل مرة حوالي أسبوع، دون أن تكشف الحيل التي كان يقوم بها لاختراق أنظمتها المعلوماتية.

وأكدت "الأخبار" أن المعني بالأمر قام باختراق مواقع تجارية من ضمنها رقم البطاقة البنكية للمواطنة البرتغالية التي كانت السبب وراء التعرف على هويته الحقيقية، حيث عمل بتاريخ السابع من يناير من سنة 2014 على شراء جهاز ألعاب من موقع متخصص مقابل مبلغ 433 يورو، وتوصل به عن طريق وكالة للإرساليات بعد أن أدلى باسمه العائلي والشخصي وعنوان سكنه، وهو الوقت الذي كانت فيه الشرطة الدولية تحقق في هويته، وقد استطاعت تحديد مقر سكنه بالعيون.

هكذا وقع في الفخ

بتاريخ 13 من شهر فبراير الماضي، توصلت المصالح الأمنية بالرباط بإرسالية من الشرطة الدولية "الأنتربول" بمدينة لشبونة البرتغالية، مضمونها "اقتراف عملية سرقة بطريقة احتيالية عابرة للحدود عن طريق الجريمة الإلكترونية"، استهدفت سرقة مبلغ مالي بالولوج إلى معطيات بطاقة اعتماد القروض المصرفية لمواطنة برتغالية، واقتناء حاجيات عبر مواقع تجارية على حسابها الخاص، وتبين أن المتوصل بتلك الطلبات يقطن بالعيون.

وبعد التحريات الأولية التي قامت بها المصالح الأمنية بالعيون، تم توقيفه وعثر بمنزله على أربعة حواسيب محمولة وثلاثة هواتف نقالة وبطائق بنكية إلكترونية، وكتابين باللغة الفرنسية حول إنشاء المواقع الإلكترونية.

في 25/03/2015 على الساعة 21:00