ملف يومية الأحداث المغربية لهذا الأسبوع، يتحدث عن بوادر صراع النفوذ بين الشيعة والسلفيين بالمغرب، بداء من رصد انفراج العلاقات بين الرباط وطهران الذي يعيد النشاط الشيعي إلى الواجهة، حيث كتبت استنادا إلى تقرير أعدته المخابرات الجنوب إفريقية أن "مخابرات طهران لا تولي للقارة الإفريقية اهتمام كبيرا، باستثناء الدول التي يقطن فيها منتمون للمذهب الشيعي، كما هو الحال بالنسبة للمغرب، الذي كان هدفا للمخابرات الإيرانية.
ونقرأ في الملف ذاته، رد الخط الرسالي على السلفيين الذي جاء فيه أن "خطابات الكراهية والعنف لا تمت إلى الإسلام بصلة، منتقدا ما سماهم بالشيوخ معتبرا أن ما يقومون به تجاوز لحدودهم وتحريض على فئة من المواطنين بتكفيرهم".
في المقابل اعتبر محمد الفيزازي الشيخ السلفي أن "الشيعة ولاؤهم لعلي خامنائي وولاية الفقيه، والمغاربة ولاؤهم لله ثم لمؤسسة إمارة المؤمنين، والازدواجية في الولاء الديني والسياسي مرفوضة، مضيفا "المغرب لا يسمح بالمذاهب السنية، رغم أن يحترمها ، فكيف يرخص لمن يطعت في الصحابة ليل نهار فأي عقيدة تجمعنا؟".
واعتبر جميع المستجوبين في الملف أن "وجود الشيعة مجرد تعبير عن تعدد فرضته العولمة والانفتاح، وأن المتشيعين مجرد حالة إيديولوجية عقدية معزولة".
تقدم السلفيين
منذ إمامة الشيخ الفيزازي، وهو أحد رموز السلفية الجهادية وحُكِم عليه بالسجن 30 عاما، وصدر عفو ملكي عنه في عام 2011 بعد أن قام بمُراجعات وهو بالسجن، من رجل مؤمن ومُلتزم بتعليمات أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، إلى رجل يرفض مثل هذا الكلام، ظهرت إشارة إضافية وتتويج لسيرورة من الإشارات أطلقت أخيرا حول حالة من الإنفراج بين الدولة وأتباع السلفية، ما جعل الكفة تميل إلى صالحهم بعد قيامهم بمراجعات، أما الشيعة، فوجودهم بالمغرب ليس كطائفة بالمفهوم الديني، بل هو امتداد طائفي خارجي نحو الداخل ولا يشكلون كيانات اجتماعية أصيلة ومغلقة.