الديالمي: المغرب عاش انفجارا جنسيا مهد لانتقال نحو "العلمنة"

DR

في 06/03/2015 على الساعة 16:00

قدم الباحث في علم الاجتماع عبد الصمد الديالمي، اليوم الجمعة بالرباط، نظريته التي سماها "الانتقال الجنسي بالمغرب"، والتي اشتغل عليها لسبع سنوات، من أجل تشريح واقع الجنسانية بالمغرب بين المعيار والسلوك.

وتتجلى إرهاصات النظرية، حسب الديالمي، في "الانفجار الجنسي" الذي حدث بالمغرب إثر تغير بعض الممارسات الاجتماعية، حيث ارتفعت نسبة الجنس خارج إطار الزواج، وظهرت أشكال جديدة للدعارة والقوادة، والتي يسميها الديالمي بـ"العمل الجنسي"، ناهيك عن الطفرة الخاصة بالجنس عبر الأنترنيت والسياحة الجنسية.

ومقابل الإرهاصات التي تسببت في حدوث الانفجار الجنسي، لاحظ الديالمي أن "التيار الإسلاموي بالمغرب واجه هذا الانفجار عبر ترويج مفاهيم كالجنسانية المنحرفة، من أجل نقد النظام من باب عجزه على ضبط المعايير الجنسية، بالإضافة إلى مفهومي الفتنة والعودة إلى الجاهلية".

وتقوم نظرية "الانتقال الجنسي" على التقابل بين المعيار والسلوك الجنسيين، عبر ثلاث مراحل، الأولى هي الدينية (la religiosité) في المعيار والسلوك، ثم المرحلة الثانية وهي بقاء المعيار الجنسي حبيس الدين، فيما يتعلمن السلوك، ثم أخيرا المرحلة الثالثة التي يتعلمن فيها المعيار أيضا.

وحسب الديالمي، فإن المغرب يعيش المرحلة الثانية، حيث نجد القانون والتشريع يتكئ على مقاومات دينية أخلاقية، فيما السلوك "متعلمن" ومستقل على النموذج الديني.

وفي وصفه لنظريته، يكشف الديالمي أن الانتقال الجنسي يوصف عبر 5 نقط، أولا عبر التكرارية العادية للجنس قبل الزواج، ثم المرحلة الثانية هي ميلاد الزوج الزوجي (Le couple conjugale) في إطار الأسرة النووية، ثم انتشار العمل الجنسي والتطبيع معه، فالانتقال من المثلية الجنسية العابرة إلى المثلية الجنسية الهوياتية، إذ يظل المجتمع التقليدي مسيطرا على الفرد المثلي، الذي يضطر إلى الزواج الغيري، بدل عيش مثلية هوياتية، ثم النقطة الخامسة هي كون الجنسانية معرضة لمخاطر عدة لأنها غير محمية، بالإضافة إلى الحمل قبل الزواج، وظهور الأمراض المعدية، ما يمهد لحدوث الانتقال الجنسي.

وشدد عبد الصمد الديالمي، في نظريته ما مرة على السلوك "المُلبرر" للمغاربة (Libéralisé) رغم سطوة الدين، ضاربا المثل بغشاء البكارة، الذي يعرف دينيا بالغياب التام لكل تجربة جنسية، فيما ظهر معنى توافقي بين الدين والسلوك، يظهر بالاحتفاظ بغشاء البكارة، وممارسة الجنس السطحي والشرجي والاستمناء، وحتى إذا ما افتضت البكارة، فيتم رتقها اصطناعيا لتعيد استمرار النفاق الاجتماعي".

ووصف الديالمي بكارة الفتاة بعاصمة جسدها ورأسمالها (Le capital et la capitale) سيما الفتاة الفقيرة والشبه الحضرية، أما الفتاة التي لها رأس مال آخر كالشهادة والعمل والأجر، فلم يعد غشاء البكارة محددا لهوياتهن وحظوظهن.

في 06/03/2015 على الساعة 16:00