“محرقة" سباتة والاستهتار بالقوانين

السكان ساهموا في إخماد الحريق

السكان ساهموا في إخماد الحريق . Le360

في 06/05/2013 على الساعة 18:48, تحديث بتاريخ 06/05/2013 على الساعة 19:51

أقوال الصحفووري الثرى، صباح اليوم الإثنين، جثامين أفراد العائلة المتفحمة جراء الحريق الذي نشب بأحد منازل سباتة، في مشهد مؤثر شارك فيه عشرات المعزين.

غطت الصحف الوطنية الصادرة، غدا الثلاثاء، صور الموكب الجنائزي لضحايا حريق اسباتة بالبيضاء، ونقلت شهادات جيران الضحايا، الذين ألقوا اللوم على رجال الإطفاء الذين حملهم السكان مسؤولية وقوع ضحايا. فهل يتحمل رجال المطافئ وحدهم سبب إنقاذ الضحايا ؟ أم أن هناك عوامل أخرى وراء الحادث ؟

وكتبت جريدة أخبار اليوم، في عددها يوم غد الثلاثاء، عن الجنازة التي وصفتها بالمهيبة، ونقلت علامات الحزن التي بدت على الجيران، علاوة على روايات سكان الحي الذين قالوا إن "رجال الوقاية المدنية حضروا متأخرين إلى موقع الحريق"، بينما سارع شباب الحي لإخماد ألسنة النيران، مستعينين بأسطل بلاستيكية وبطانيات مبللة.

وقالت الجريدة نفسها إن "السلطات خصصت أربعة حافلات للنقل الحضري لنقل المشيعين إلى مقبرة الغفران بمنطقة الهراويين، لكن شباب الحي عرقلوا السير، مطالبين بفتح تحقيق ومحاكمة رجال الإطفاء، قبل أن يتدخل أفراد من الشرطة بزي مدني لإقناعهم بأن إكرام الميت دفنه". فهل يتحمل رجال الإطفاء المسؤولية وحدهم؟ أن هناك أسباب عديدة أدت إلى وقوع الحادث.

وفي عددها ليوم غد أيضا، كتبت يومية الأحداث المغربية عن الجنازة، ب"اعتبارها استثنائية، ونقلت أجواء البكاء والنحيب الذي كان يعلو الوجوه، وصدمة الأقرباء في ضارع مقداد الحريزي"، مضيفة أن "السكان لم يستوعبوا قلة الحافلات، ما جعلهم ينفجرون في وجه العناصر الأمنية"، ورددوا شعارات سياسية، إلى جانب أن المنظمين وجدوا صعوبة كبيرة في ضبط الحشود الغاضبة، الذين امتد احتجاجهم ليشمل القناة الثانية، فطردوها ومنعوها من تصوير مراسيم الدفن.

من جهتها تحدثت جريدة المساء عن الحادثة، وكيف طوقت القوات الأمنية بمختلف أطيافها، منذ الساعات الأولى من صباح أمس (الاثنين)، بعد علمها بحالة الاحتقان التي تعم الساكنة. ووصفت الجريدة، أكثر اللحظات درامية، عندما اصطفت قبور الضحايا: الأم وأبناؤها الثلاثة، وضيف الأسرة، بينما شاءت الأقدار أن ينجو الأب من الحريق.

ماذا بعد؟

ويعيد حادث "محرقة" سباتة، إلى الأذهان حادث معمل "روزامور" الشهير الذي أودى بحياة العشرات، حينها تحدثوا عن إنشاء هيأة لمراقبة المعامل من الحرائق، وتم إزاحة بعض المسؤولين في الوقاية المدنية من مناصبهم، لكن هذا الحادث كشف عن خلل كبير في طريقة عمل رجال الوقاية المدنية، فماذا يعني افتقار صهريج شاحنة الإطفاء للمياه غير الإهمال ووضع حياة الناس في خطر؟ هذا في وقت قال السكان إنهم حينما استفسروا عن سبب نقص المياه، أجاب سائق شاحنة الإطفاء أنهم كانو يعتقدون أن الأمر يتعلق ببلاغ كاذب! كما ذكرت المساء.

ستدفن جثامين الضحايا الخمس، وستصعد الأرواح إلى بارئها، وسيفتح تحقيق، فأسرة "حي خالد" كشفت عن غياب المراقبة في تصاميم المنازل، فلو كان منزل الضحية يتوفر على شروط السلامة لما حلت الكارثة، هذا دون الحديث عن سكان "الأقبية" الذين إن صح القول يختبؤون فيها ولا يقطنونها.

في 06/05/2013 على الساعة 18:48, تحديث بتاريخ 06/05/2013 على الساعة 19:51