وحسب ما أفادت جريدة الصباح، فإن الشقيقات الثلاث كن رفقة قريبتهن في زيارة لعمهن بدوار يحيط بها ركام من الأتربة، ومع كثرة الحركة انجرفن في غفلة منهن وسقطن في البئر تباعا ليلقين حتفهن، بعد أن ارتطمت رؤوسهن بأحجار كبيرة داخله تصل وزن الواحد منها إلى 10 كيلوغرامات.
وذكرت الجريدة بأن قريبتهن حاولت التمسك بجدار البئر للنجاة من الموت إلا أنها لم تتمكن من ذلك، مشيرة إلى أن المعاينة الأولية أظهرت أن البئر لم يكن به الكثير من الماء، وأن عمقه يصل إلى 22 مترا مربعا، ما يرجح أن الوفاة نتجت عن الارتطام بالحجر.
وقالت الصباح بأن تحقيقا في الموضوع فتح مباشرة بعد انتشال الجثث الأربع من قبل عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية، ونقلها إاى مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، إذ استمع في البداية إلى مالك البئر حول مدى توفر شروط الحماية والصيانة، والاحنياطات المتخذة، خاصة وأن البئر قديم ولم يعد يستعمل، كما تم الاستماع إلى شهود من مكان الحادث بالإضافة إلى والدي الشقيقات الثلاث الذي أكدا أن سبب الوفاة يرجع إلى سقوطهن في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التشريح الطبي.
جريدة الأحداث المغربية ذكرت بأن المأساة وقعت بجماعة التمسية بإقليم إنزكان، وأن الطفلات الضحايا أكبرهن عمرها 13 سنة، والصغرى 3 سنوات، والثالثة خمسة سنوات فيما الرابعة في سنتها الثامنة.
وأضافت جريدة الأحداث المغربية بأن الطفلات كن فرحات باللقاء العائلي، وصعدن فوق البئر المشيد منذ 1964، وشرعن في الرقص فوقه، منجدبات بالطنين الذي يصدر عنه ويتردد في القعر، بالقرب من أمهاتهن اللاتي كن بجانبهن يتجاذبنا أطراف الحديث غير بعيد عن البئر، إلا أنه فجأة سمعت الأمهات صوت انهيار البئر.
وتابعت اليومية بأن الأمهات لم يرمقن أي أثر للفتيات الضحيات، وعلى الفور جرين في اتجاه البئر ليجدن غطاءه انهار واختفت الطفلات الأربع اللواتي كن فوقه، ليتعالى صراخهن ويأتي أحد أبناء الدوار ويمد حبلا داخل البئر ويتمكن من انتشال جثة الكبرى، لكن غالبته المياه فلم يتمكن من العثور على باقي الجثث.
خطر محدق
تعرف عدد من المناطق في المغرب عددا من الآبار التي تنعدم بها شروط السلامة، مما يجعل مثل هذه المآسي تتكرر، وذلك في ظل عدم اتخاذ التدابير التي من شأنها أن تساهم في الحد من هذه الكوارث، بالنظر إلى كثرة الآبار المهجورة في تلك المناطق التي تشكل تهديدا خطيرا على السلامة الجسدية للمواطنين.