وتابعت"الأخبار" في الملف الذي خصصته لعددها لنهاية الأسبوع، أنه بالإمكان إيصال مال إلى قريب في أي دولة أوروبية عن طريق الاتصال به وإعلامه بالأمر، وتسلم رقم هاتفه إلى واحد من هؤلاء الوسطاء الذين سيتولون إيصال المال بطريقتهم الخاصة، إذ يتصلون بهذا القريب ويخبرونه بأن يتوجه إلى مقهى، أو مكان عام، وهناك سيحصل على ماله قبل أن تودع أنت الوسيط.
وتطرقت اليومية بالتفصيل للموضع، إذ خصصت الصفحة الثامنة والتاسعة لمجموعة من الحالات، وسردت قصة شاب حول أكثر من 300 مليون سنتيم إلى الخارج في أقل من سنتين. مصادر اليومية قصت عليها بعض الطرق التي يعتمد عليها بعض الوسطاء لتحويل الأموال من المغرب إلى الدول الأخرى، كما كشف المصادر لليومية، كيف أن شباب اشتغلوا لحسابهم الخاص، ويقدرون المبالغ التي ساهموا في عمليات تحويلها بطريقتهم الخاصة إلى خارج بمئات الملايين، وربحوا من ورائها هامش ربح محترم.
حجاج ومعتمرون يتوصلون بأموال عن طريق الهاتف
وتطرقت "الأخبار" في ملفها إلى حالة أخرى، تتعلق بنشاط موسمي، كموسم الحج وفترة العمرة، حيث يلجأ بعض الوسطاء، إلى التركيز في عملهم على تحويلات مالية في اتجاه المملكة العربية السعودية، حيث يوجد بعض أصدقائهم، يحرصون على الاتصال بهم بشكل دائم. ويكون التعامل بين الوسطاء في المغرب وأصدقائهم في السعودية، بواسطة تقنية"الواتساب" أو "الفايبر"، حيث يتبادلون رسائل قصيرة مجانية وفورية، بقيمة المبلغ المالي المراد تحويله.
وسطاء يصرفون ملايين السنتيمات إلى الأورو يوميا
وأكدت "الأخبار" استنادا إلى مصادرها، أن وسيطا واحدا يشتغل لحسابه الخاص، يمكن أن يصرف في المعدل اليومي، مبلغ 2 إلى 5 ملايين سنتيم، ويحولها إلى"اليورو"، مضيفة أن هناك وسطاء يحولون هذا القدر من السنتيمات يوميا إلى الأورو، وهامش ربحهم في العملية يوفر لهم حياة مريحة للغاية.
تحويل المال إلى ... الصين
وقالت اليومية إن أشخاصا بإمكانهم تحويل الأموال إلى الصين وليس فقط إلى أوروبا، ولن يستغرق منهم الأمر غير مكالمة هاتفية لا تتجاوز مدتها ثواني معدودات. الأمر يتم دون الحاجة إلى رصيد بنكي ولا شيكات ولا أي معاملات مشابهة.
مثقفون أبطال تحويل الأموال
الشباب الذين يمتهنون هذه المهنة يستغلون مستواهم العلمي للتواصل مع السياح. منهم شباب حاصلون على درجات جامعية في اللغات الأجنبية، الفرنسية والإنجليزية والإسبانية وحتى الألمانية، ومنهم مهندسون في مجال المعلوميات، يتحدثون أكثر من لغة بطلاقة شديدة. هؤلاء الشباب تعملوا الطرق التي تمكنهم من الفوز بهامش ربح محترم من عمليات صرف الدرهم المغربي إلى الأورو وحتى العكس. أصبح لبعض هؤلاء الشباب شبه دراية بمجال صرف العملات في الخفاء بعيدا عن الوكالات المخول لها صرف العملة والأبناك أيضا.