وحسب اليومية نفسها، فقد استغرب عدد من المصلين في مسجد الصفا المعروف بمسجد الشرقاوي المتاخم لحديقة الحيوانات في عين السبع، تصرفات عدد من المتشددين الذين طالبوا بتغيير إمام المسجد بدعوى أنه لا يقيم أركان الصلاة كما يجب، وباعتبار المؤذن لا يحفظ إلا بعض الأحزاب ويخطب الجمعة عند غياب الخطيب الرسمي، دون تزكية الإمامة والخطابة من المجلس الأعلى، وهو الأمر الذي نفاه عدد كبير من المصلين الذين رفضوا تدخل بعض المتشددين في شؤون المسجد، الذي يوجد به إمام حافظ لكتاب الله ويضبط قراءة القرآن بشهادة أهل الاختصاص.
وذكرت اليومية أن عددا من المتشددين في كل من مسجد الصفا ومساجد أخرى لم ترقهم إعانات المحسنين لتأثيث فضاء أكثر من مسجد، بل وتحدوا وزارة الأوقاف قصد تغيير أكثر من إمام ومؤذن بدعوى أنهم أهل الاختصاص.
مسؤولية وزارة الأوقاف
وقد أثرت الخلافات التي يشهدها أكثر من مسجد بالبيضاء على إمام مسجد الصفا الذي توفي، أخيرا، بعد أن قاطع إمامة المصلين لينوب عنه أحد حفظة القرآن المتطوعين.
إن محاولة سيطرة متشددين على المساجد يشكل انحرافا خطيرا عن التوجه الذي صاغته الدولة في عهديها القديم والحديث، لأن هناك مجالات فكرية وسياسية وحزبية يمكن لكل الأطراف أن تمارس اختلافها الإيديولوجي والسياسي، لكن بعيدا عن المسجد الذي ينبغي له أن يبقى مجالا يوحد بين المواطنين ولا يفرق بينهم.
إن المسؤولية تقع على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لأنها لم تمنع الأئمة المتطرفين من نشر ثقافة الكراهية وفتاوى التكفير والتحريض ضد المواطنين، وعليها أن تبادر إلى وقف هذا الانجرار نحو الهاوية.