وتقول يومية "المساء" في صفتحها الأولى إن المصالح القضائية بالرباط عمدت أمام توالي عمليات السرقة إلى رفع البصمات في محيط الجرائم التي تمت معاينتها من أجل مطابقتها مع سجل عدد من أصحاب السوابق المعروفين في مجال السرقة داخل المنازل، لكن هذا الطريق وصل للباب المسدود دون أن ينجح في الكشف عن هوية الفاعلين، الذين تسللوا إلى عدد من الإقامات والاستيلاء على كمية مهمة من الأغراض ذات القيمة المالية المرتفعة.
وحسب مصادر "المساء" فقد عمد المحققون إلى التمحيص في مضمون الشكايات التي تمت دراستها بصفة شاملة ودقيقة مع تحديد الاحياء المستهدفة، وساعات ارتكاب الفعل الجرمي والطريقة التي ينهجها الجناة في تنفيذ عملياتهم، قبل أن يتم تشكيل فرق خاصة أوكلت إليها مهمة البحث والتحري الميداني.
وتقول اليومية إن الجهود أثمرت بالاهتداء إلى عنصرين يشكلان هذه العصابة ال‘جرامية، حيث اتضح أن الأمر يتعلق بشخصين يتحدران من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء، ويقيمان بطريقة غير شرعية بالمغرب، أحدهما يقوم بتنفيذ عملية السرقة في حين يكتفي الآخر بالحراسة.
وكشفت "المساء" أن المتهمين قدما إلى النيابة العامة بعد إنجاز مساطر قانونية في حقهما.
وبدورها نقلت يومية "الأخبار" أن عناصر الأمن في العاصمة الرباط أرهقت قبل أن تلقي القبض على منفذي عمليات سرقة على فيلات وإقامات راقية بالمدينة، وأن والي الأمن استنفر طاقما أمنيا خاصا يضم شعبا أمنية مختلفة، مكونة من عناصر الاستعلامات العامة والشرطة القضائية للخوض في تفاصيل الشكايات المحالة على مكتبه من طرف النيابة العامة والضحايا.
وتضيف "الأخبار" أن المتهمان كانا يخططان لعملياتهما الإجرامية باحترافية كبيرة، انطلاقا من التردد على المواقع المستهدفة في واضحة النهار للتخطيط لكل التفاصيل اللاحقة المرتبطة بمداهمة الفيلات والإقامات الفاخرة، خاصة التي لا يقطنها أصحابها باستمرار، قبل أن يوزعا الأدوار بينهما بين عملية المداهمة والسطو ومهمة الحراسة وتأمين المكان.
ونقلت "الاخبار" أن المتهمين صرحا أمام الشرطة القضائية أنهما كانا يركزان على الأحياء الراقية، اقتناعا منهما بتوفرهما على صيد ثمين من المسروقات مكون من المجوهرات والحلي وممتلكات منزلية غالية الثمن.
الأمن في وجه الحراگة
خبر اعتقال مهاجرين أفارقة بسب السطو لن يصدم سكان الرباط على وجه الخصوص، فأمام محطتي القطار بالعاصمة صار مشهد المتسولين الأفارقة يسيطر على الديكور العام، والحديث عن استفحال الجريمة التي يقودها مهاجرون أفارقة غالبا ما يحاط بحذر مخافة السقوط في تحريض عنصري.
فرغم قيام المغرب بتسوية أوضاع كثيرين منهم، إلا أن الهاجس الأمني فيما يتعلق بهم، يبقى حاضرا بقوة.