وأكدت الجريدة أن أبو النعي نشر، أمس الأربعاء، شريطا مصورا على موقع "يوتيوب"، يطلق فيه النار على الناشط الحقوقي، وذلك ردا على مقال له، تحت عنوان "من يحمي النساء من عنف الفقهاء"، معتبرا أن كتابات عصيد غارقة في الإساءة إلى الإسلام والفقهاء.
وأضافت الجريدة أن أبو النعيم أشار، في شريط مصور من عشر دقائق، إلى مقال لعصيد، اعتبر فيه أن "معركة الفقهاء ضد المرأة العصرية معركة طويلة، كان فيها مجد الانتصار للنساء على أصحاب العمائم، لأن النساء كن أكثر واقعية، بينما كان الفقهاء أكثر قسوة. فبعد أن فشلوا في عرقلة خروجها من البيت، وانهزموا في منعها من ولوج التعليم في المدارس المختلطة، ولم يوفقوا في أن يلزموها بلباس معين يحددونه بأنفسهم ويشرفون على حراسته، بعد كل هذا لم يبق إلا العنف اللفظي والهجاء والشتم والسب، وهو ما يتقنه الفقهاء، لأنه ما تبقى لهم بعد أن فقدوا ما كان بأيديهم من سلطة".
من جانبه، لم يسلم الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، من نيران أبو النعيم، وذلك ردا على مطالب القيادي الاتحادي بمراجعة القواعد الإسلامية المتعلقة بالإرث، رغم الحكم الصادر في حقه، نهاية فبراير الماضي بشهر موقوف التنفيذ وغرامة خمسة آلاف درهم، على خلفية إساءات لفظية في حق أعضاء من الاتحاد.
وأضافت "الصباح" أن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سبق أن دعا إلى ضرورة "مراجعة أحكام الإرث"، مشددا على "أهمية فتح حوار جاد حول هذه المسألة".
كما طالب لشكر بإلغاء جميع القوانين التمييزية ضد المرأة، مؤكدا أنه حان الوقت "لتجريم تعدد الزوجات بمنعه من مدونة الأسرة، وتجريم تزويج القاصرات، وجميع أشكال العنف ضد النساء".
خطورة أبو النعيم
في فبراير من سنة 2014، أصدرت المحكمة الابتدائية بعين السبع حكما يقضي بإدانة الشيخ التكفيري عبد الحميد أبو النعيم، بشهر واحد مع إيقاف التنفيذ وغرامة 500 درهم.
وكان الشيخ السلفي قد كفر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، وعددا من المثقفين ومؤسسات الدولة، بالإضافة على وصف نساء الاتحاد الاشتراكي بالبغايا.
المدعو أبو النعيم يعتبر حالة ميئوس منها داخل المجتمع المغربي المتسامح، الذي يؤمن بالتنوع ومبادئ الاختلاف، لكن هذه الحالة البئيسة، قد يكون لها تأثيرات خطيرة على المجتمع، لكون هذه التهديدات التي تصدر من قبل أشخاص متطرفين، وبجرأة في تصوير فيديوهات، قد تحرض على هدر الدم والقتل، وهنا تكمن خطورة ما يروجه هذا الرجل وأمثاله من فتاوى تكفيرية.