مازالت وفاة والي عنابة عن عمر يناهز 60 سنة، الثلاثاء الماضي، يجر معه الكثير من التساؤلات والشكوك في الإعلام الجزائري.
بحسب رواية السلطات الجزائرية، فإن الفقيد فارق الحياة نتيجة أزمة قلبية، فيما تقول جهات أخرى إنه قد تكون مافيا العقار بالمدينة وراء وفاته.
وتقول يومية "الوطن" الجزائرية، مشككة في ظروف وفاته، "الأزمة القلبية لن تكون بدون سبب"، وأنه كان "تقنوقراطيا، صارما ويحرص كثيرا على احترام الإدارة والدولة القانون"، لتردف "من سوء حظه، أنه كان يواجه مافيا محلية محمية ومقربة من السلطة".
بعض الجهات الجزائرية تشير بأصابع الاتهام إلى "مافيا العقار" بمدينة عنابة، كمسؤول عن وفاة الوالي، بعد "الضغوطات"، التي مارسوها عليه بسبب قربهم من دائرة السلطة.
ويعمل الموقع الجزائري واسع الانتشار الناطق بالفرنسية "كل شيء عن الجزائر"، المعروف تحت شعار"TSA" على الضغط على الأحزاب السياسية لفتح تحقيق في الوفاة "الغريبة" للوالي.
من جانبها، توالت تصريحات زعماء الأحزاب الجزائرية بخصوص وفاة والي عنابة، إذ أكد جيلالي سفيان، رئيس حزب "جيل جديد" على ضرورة فتح تحقيق حول أسباب وظروف وفاة والي أغنى ولاية جزائرية، والكشف عن "الضغوطات التي مورست عليه".
من جهتها، ذكرت لويزة حنون، زعيمة حزب العمال أن الوالي المتوفى "شهيد" مقاومة مافيا العقار بالمدينة.
واعتبر عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية الإسلامية أنه من الضروري أن تفتح السلطات الأمنية تحقيق في هذه القضية، لإماطة اللثام عن خباياه.
أما محسن بلعباس، رئيس حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، فقد اعتبر أن القضاء يجب أن يتحرك، خاصة وأن الشائعات تكبر يوما بعد آخر، وأن ذلك من شأنه أن يغذي الصراعات بين الأقطاب السياسية داخل البلد.
يشار إلى أن الراحل كان قد نقل إلى مستشفى "مون سوري" بالعاصمة الفرنسية باريس، بعدما دخل في غيبوية لمدة 5 أيام، نتيجة أزمة قلبية حادة تعرض لها يوم 27 نونبرالماضي، ليفارق الحياة الثلاثاء الماضي (23 دجنبر).
