وحسب اليومية فإن مقاول من مدينة البيضاء نصب أخيرا، على مجموعة من البنوك وأصحاب شركات بيع مواد البناء ورجال أعمال كانوا شركاء له في بناء شقق راقية بالبيضاء في مبلغ 85 مليارا.
وعلمت اليومية بأن المقاول أوهم شركاءه بتحقيق أرباح خيالية من أحد المشاريع الخاصة ببناء 13 عمارة بأحد أهم شوارع البيضاء، وتسلم منهم مساهمات في المشروع بالملايير، لتنطلق الأشغال غير أنها لم تنته، بعد أن تبين وجود اختلالات مالية في الشركة.
وقالت الصباح إن أحد شركاء المقاول المقيم بأمريكا، كان وراء كشف الاختلالات المالية، إذ طلب إجراء محاسبة على مالية الشركة قبل أن يتبين له أن هناك تلاعبات في مبالغ مالية وصلت إلى 40 مليارا، وهو ما عجل باختفاء المقاول عن الأنظار، قبل أن يكتشف الشركاء أنه هرب إلى فرنسا.
وتضيف الجريدة بأن شركاء المقاول والبنوك والزبائن الذين سبق أن قدموا تسبيقات لاقتناء شقق بالمشروع والتي حددت في 45 مليارا، وجدوا أنفسهم أمام وضعية حرجة، خاصة في ظل تواري المتهم عن الأنظار، وبعد أن توقفت أِشغال البناء وارتفعت احتجاجات الزبناء الراغبين في تسلم شققهم.
وكشفت اليومية بأن المقاول اعتمد خطة ذكية للإيقاع بضحاياه من المنعشين العقاريين ورجال الأعمال، إذ أنه كان يقتني عقارات ويطلب منهم الدخول معه شركاء لبنائها، ويحدد مساهمتهم في المشروع وكذا الأرباح التي غالبا ما تكون مضاعفة.
وقالت اليومية إن جني بعض رجال الأعمال أرباحا من عمليات تجارية سابقة مع المتهم شجعهم على المغامرة معه في مشروع كبير قال إنه سيكلف 10 ملايير وسيجنون من ورائه 70 مليارا، ليؤسسوا شركة ساهم كل واحد فيما بـ33 في المائة، على أساس أن يحصلوا على 20 في المائة من الأرباح، فيما حدد لنفسه 13 في المائة من الأرباح تعبيرا على حسن نواياه.
وحسب الصباح فإن المقاول تسلم عشرة ملايير من بعض شركائه، واقتنى الأرض ثم شرع في البناء، بعد أن حصل على قرض من البنوك بالملايير، ما أعطاهم إحساسا بالارتياح، خاصة أنه تمكن بسهولة من الحصول على كل الوثائق الإدارية من الجهات المختصة، التي قال الشركاء إنه كان سخيا معها، قبل أن يختفي عن الأنظار بعد أن تفجرت فضيحة التلاعبات المالية.
نصاب محترف
من بين ضحايا المتهم بعض الممثلين من أصحاب شركات بيع مواد البناء، خاصة الإسمنت والحديد والأجور، الذين اقتنى منهم كميات كبيرة من المواد ولم يؤد أثمنتها، كما أنهم يراهنون على الإسراع في التحقيقات والحجز على ممتلكات المقاول بهدف إكمال المشروع، وإن كانت تخوفات بأن تكون كل أملاكه بالخارج، خاصة مارينا الإسبانية التي اقتنى بها أخيرا فيلا بأزيد من 800 مليون.