مجزرة الرحامنة. الجاني غسل الجثث بـ"جافيل" لطرد "اللعنة"

DR

في 19/12/2014 على الساعة 18:27

أقوال الصحفمجزرة حقيقية اهتزت لها ربوع منطقة الرحامنة، بطلها شاب عشريني، وضحاياها خمسة من أفراد عائلته، ويتعلق الأمر بوالدته وشقيقيه وزوجة الشقيق الحامل وابن شقيقه الذي لا يتعدى عمره أربع سنوات، بينما نجا شقيقه الثالث من موت محقق، بعد تعرضه لإصابات خطيرة.

وعادت يوميتا الأخبار والمساء في عددهما لنهاية الأسبوع لتفاصيل المجزرة، حيث نقرأ في الأخبار أن "القاتل يبلغ من العمر 23 سنة وهو الابن الأوسط للعائلة القاطنة بدوار "الهلالات" ضواحي صخور الرحامنة، توقف عن الدراسة منذ سنوات، مباشرة بعد رسوبه في المستوى السادس الابتدائي، وعاد للعمل في رعي الأغنام وتدبير شؤون الأراضي الفلاحية التي تتجاوز مساحتها 80 هكتارا، وكان الموقوف يعاني من اضطرابات نفسية خلال الشهور الأخيرة.

وقبل المجزرة بساعات قليلة، كان المتهم محمد قد دعا جدته وفتاة تعيش رفقتها ببيت غير بعيد عن بين الأسرة، إلى وليمة عشاء ليلة الثلاثاء المذكور، حيث قال لهما "توضاو أو جيو تعشاو معنا"، وهي الدعوة التي لم تلبها الفتاة والجدة، ما يفسر تصريحه لعمه مباشرة بعد إعادة تمثيل الجريمة إذ سأله "ما عارفينش أش درتي" ليرد عليه بغيت نغسلهم من الذنوب".

وحسب رواية الجريدة، فإن "الجاني دس السم في الطعام، وهو عبارة عن مبيد للحشرات، قبل قتلهم وبعد ذلك غسل الجثث وكفنها وأودعها مستودع أعلاف الماشية".

وتضيف يومية المساء في الموضوع ذاته، أنه "قبل أن تحل مصالح الدرك الملكي بمكان الحادث وتكتشف المجزرة الرهيبة بعد أن توصلت بمعلومات من السلطات الأمنية بمراكش، عن محاولة قتل تجا منها شاب، قام الجاني بغسل جثت الضحايا الخمس اعتقادا منه أنه بذلك يكون قد وقاهم من "اللعنة"، التي أسر له بها "الجن".

وبمجرد أن اقترف جريمته صعد محمد إلى أعلى المنزل وشرع في الصراخ بأعلى صوته "وا نوضو راني قتلتهم كاملين، علمو المخزن وما تخافو من تا حاجة".

جريمة ناقصة

تناسلت الأسئلة، بمجرد العلم بوقوع المجزرة، سيما بعض حيثياتها، كتوقيت حدوثها بالضبط، وجواعي القيام بها، لكن بمجرد العلم أن الجاني لم يكن في وضع عقلي سليم، وجدت الأسئلة العالقة أجوبة لها، وهو ما تأكد من طرف الشقيق الذي كتب له عمر جديد، بعدما فر من المجزرة، شأنه شأن الجدة والبنت، اللتان لم تكونا تعلمان أن رفضهما لدعوة العشاء سيمنحهما عمرا جديدا.

في 19/12/2014 على الساعة 18:27