وأوضح الفاعل المدني بأيت ملول هشام بيروك أن المعاناة مع «الناموس» أو «شنيولة» كما يصطلح عليها بالعامية، ليست وليدة اللحظة وإنما منذ سنوات عديدة نتيجة تناسل مستنقعات مياه راكدة قادمة من الصرف الصحي لجماعة الدراركة، على مستوى وادي سوس، مما يتسبب في تكاثرها وانتشارها بشكل واسع قبل أن تهاجم المنازل وتبحث عن فرائسها من السكان خاصة الأطفال الذين لا يطيقون لدغاتها التي تتسبب لهم أحيانا في تورمات وتقرحات يرافقها ألم شديد.
وأضاف المتحدث، في تصريح لـLe360، أن انتشار هذه الحشرة بالمنطقة أصبح يشكل كابوسا يوميا للسكان ويقض مضجعهم لدرجة جعلتهم يغطون منازلهم بسياج بلاستيكي أو من الثوب ليحول دون تسلل البعوض إلى بيوتهم، مشيرا إلى أن استمرار هذه الإشكالية على مر السنين أثّر نفسيا وصحيا على السكان المتضررين وأبنائهم وعلى جودة الحياة بالمدينة، مطالبا الجهات الوصية بالتدخل لوقف هذا الهجوم المتواصل لـ«الناموس» على الشقق حماية لمصالح الساكنة وللصحة العمومية.
من جانبها، قالت نجاة نعيم، زهي متضررة من تداعيات الحشرة المذكورة، إن هذه الأخيرة تهاجم المنازل ليلا-نهارا وتحول دون القيام بالأعمال المنزلية على النحو المطلوب وتنقض على أجساد الأطفال وهم نيام لتترك ندبات بارزة، مضيفة أن الخوف كل الخوف اليوم من أن تنقل هذه الحشرات أمراض وفيروسات أكثر خطورة من قبيل الفيروسات المتسببة في الملاريا والحمى الصفراء وبعض أنواع عدوى الدماغ وغيرها.
في المقابل، توجه مراسل Le360 نحو مقر جماعة أيت ملول للوقوف على الجهود المبذولة من طرف المكتب الصحي الجماعي، حيث أكد محمد الدوش، تقني الوقاية والصحة بالمكتب الصحي والجماعي لمدينة أيت ملول، أن الجماعة تقوم بمجموعة من المجهودات من أجل محاربة هذه الحشرات وحل إشكالية المياه الراكدة بوادي سوس التي تأتي من محطة معالجة المياه العادمة الكائنة بنفوذ جماعة الدراركة في اتجاه أيت ملول لتتمركز بالقرب من منازل السكان مشكلة مستنقعات مختلفة.
وأضاف المسؤول ذاته أنه، في ما يخص الجانب التقني، فقد انكب المكتب الصحي الجماعي على معالجة هذه المياه وآثارها السلبية على صحة المواطنين بحيث يقوم بمجموعة من عمليات المعالجة الكيميائية لمحاربة يرقة البعوض على مستوى المياه الراكدة أو المناطق الخضراء والأشجار المتواجدة على ضفة واد سوس.
