جاء ذلك خلال حفل ترأسه الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، وحضره ممثلو جمعيات المجتمع المدني وشخصيات سياسية وفكرية وفنية وإعلامية. وهكذا، ففي صنف الجمعيات والمنظمات المحلية، فازت بالجائزة الأولى « جمعية الأزهار لا للقرقوبي الاجتماعية الثقافية » بمبادرة « المواطنة والمجال الحضري حماية وإقلاع »؛ وتهدف المبادرة إلى الوقاية من الإدمان وعلاج المدمنين من أجل تمكينهم من الإقلاع عن تعاطي المخدرات ووضع مختصين رهن إشارتهم للاستماع والتأطير وإعادة الثقة في النفس، بالإضافة إلى إدماجهم في سوق الشغل.
وعادت الجائزة الثانية لفائدة « النسيج الجمعوي لجماعة إمي نولاون » عن مبادرة « تمكين الأطفال المنقطعين عن الدراسة من تأهيل تربوي ومهني لإدماجهم في المدرسة العمومية أو التكوين المهني أو سوق الشغل »؛ وتهدف المبادرة إلى التخفيف من ظاهرة الهدر المدرسي بجماعة إمي نولاون، من خلال إنجاز مجموعة من البرامج التربوية لفائدة التلاميذ المنقطعين عن الدراسة، وتسهيل ولوجهم إلى سوق الشغل أو التكوين المهني.
وفي صنف الجمعيات والمنظمات الوطنية، فازت بالجائزة الأولى « جمعية الأوائل » عن مبادرة « طريق النجاح » التي تهدف إلى دمج الأشخاص في وضعية إعاقة في المجتمع من خلال تحقيق إنجازات شخصية في مجموعة من المجالات وكذا إدماجهم في التعليم العالي وسوق الشغل. وعادت الجائزة الثانية لفائدة جمعية « تيبو المغرب » بمبادرة « فضاءات الابتكار الاجتماعي وتنمية قدرات الأجيال الصاعدة، النساء والشباب عن طريق الرياضة »؛ وتتوخى هذه المبادرة توظيف الرياضة كأداة لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، من خلال توفير فرص التعليم والتدريب والتوجيه المهني للمستفيدين وتشجيع التواصل والتكامل بين مختلف فئات المجتمع، وكذا تنظيم أنشطة لدمج اللاجئين والمهاجرين.
أما في صنف الجمعيات ومنظمات المغاربة المقيمين بالخارج، ففازت بالجائزة الأولى « مؤسسة الإحسان »، من رايسفايك، دينهاخ- هولندا، بمبادرة « مساعدة المتضررين من زلزال الحوز والنواحي، وخاصة الأطفال المرضى بالتوحد »؛ وتهدف المبادرة إلى تقديم المساعدة الاجتماعية والدعم النفسي الضروري للمتضررين من زلزال الحوز والنواحي، قصد التخفيف من آلامهم ومعاناتهم، ولاسيما الأطفال المرضى بالتوحد عبر توفير أساتذة وأخصائيين في هذا المجال لمساعدتهم. وعادت الجائزة الثانية لجمعية « أطلس السوسيو ثقافية »، من فرانكفورت- ألمانيا، عن مبادرة « قافلة الاخوة والمواطنة، من تنظيم مغاربة العالم بألمانيا ». وتهدف هذه المبادرة إلى مساعدة المواطنين المغاربة من الفئات الهشة، وتعبئة جميع المنخرطين والفاعلين المدنيين من أفراد الجالية المغربية المقيمين بألمانيا وتحسيسهم بضرورة العمل الاجتماعي التضامني لفائدة الوطن الأم وربط الصلة الدائمة بالمجتمع المدني المغربي. وفي صنف الشخصيات المدنية، عادت الجائزة الأولى للسيدة فاطمة المساعدي، التي تشرف على مركز (أمباركة الزروالي للتربية والإدماج الاجتماعي). وتهدف هذه المساهمة إلى تربية وتعليم الأطفال في وضعية إعاقة ذهنية، توحدية وسمعية لمهارات الكتابة والقراءة والتواصل.
وكانت الجائزة الثانية من نصيب عبد الله وهبي عن مبادرة « دمج التكنولوجيا الحديثة في الحياة العامة للطفل »؛ وتهدف مساهمته إلى تربية وتكوين وتأطير الأطفال لاكتساب ثقافة تؤهلهم لاستعمال سليم للتقنيات التكنولوجية الحديثة في الحياة اليومية. وعن صنف الشخصيات المدنية للمغاربة المقيمين بالخارج، عادت الجائزة الأولى لحرمى خديجة، من أرلينغتون- ولاية تكساس- الولايات المتحدة الأمريكية، التي شاركت بمبادرة « الدفاع عن قضية عادل الدغدوغي خريج جامعة johnson and wales »؛ وتهدف هذه المبادرة إلى الدفاع عن حقوق المهاجرين المغاربة والمساهمة في تحقيق العدالة.
وحظي بالجائزة الثانية محمد موطهر، من كبيك – كندا، عن « مشروع كفالة 1000 يتيم في جميع أنحاء المملكة المغربية خلال سنتين »؛ وتسعى هذه المبادرة إلى كفالة الأيتام وتوفير الدعم الشامل لهم. وفي كلمة بالمناسبة، أكد بايتاس، أن الاحتفالية تعد « لحظة تاريخية تجسد وقفة اعتراف بأدوار ومساهمات جمعيات المجتمع المدني وما تعبر عنه من مظاهر التضامن والتكافل الاجتماعي، وهي القيم التي تشكل الركائز القوية لمؤسسات الدولة الحديثة التي تتميز بمجتمعها المتضامن، دولة العدالة الاجتماعية التي رسم طريقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ورسخها دستور المملكة، وتعمل جميع مؤسسات الدولة، بما فيها الحكومة، على تنزيل أوراشها الكبرى بحرص كبير تنفيذا للتعليمات الملكية السامية ». من جانبها، اعتبرت رئيسة لجنة تحكيم هذه الدورة، فريدة الخمليشي، أن الجائزة تشكل إحدى المبادرات الرامية لتفعيل مقتضيات دستور 2011 الذي يؤكد على أهمية دور المجتمع المدني في إطار الديمقراطية التشاركية.
ونوهت الخمليشي بدور مبادرات المجتمع المدني باعتباره شريكا للسلطات العمومية، مؤكدة أن الجائزة وسيلة لتحفيز العمل الجمعوي وإبراز تنوعه، ووسيلة للاعتراف بتميز عمل الجمعيات والمنظمات نظرا للتفاني والتميز في أداء رسالتهم لخدمة المواطنين والمساهمة في تحقيق تنمية البلاد. تجدر الإشارة إلى أن عدد الترشحات خلال هذه الدورة بلغ ما مجموعه 280 ترشحا، 191 منها تهم جمعيات وطنية ومحلية وجمعيات مغاربة العالم، و89 ترشيحا في صنفي الشخصيات المدنية والشخصيات المدنية لمغاربة العالم.