وأوضحت يومية "أخبار اليوم" أن أربع طائرات مقاتلة مغربية من نوع F16 باشرت قصف مواقع تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) داخل العراق وسوريا، بناء على طلب من العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
الجريدة استندت، في مقالها، على ما نقلته صحيفة "كونفدونسيال ديجيتال" الإسبانية؛ إذ أكدت أن الطائرات المغربية بدأت فعلا مشاركتها في الحرب على "داعش"، من خلال قصف مواقع تسيطر عليها هذه الأخيرة، وأن عددا من قيادي التنظيم تناقلوا أول أمس رسائل فيما بينهم، تؤكد تنفيذ طائرات مغربية محاربة "شديدة القوة والتقنية" لطلعات جوية وقصفها لمواقع بضاحية بغداد ومناطق أخرى بالعراق وسوريا دون تحديدها.
وزادت "أخبار اليوم" أن مصادر عسكرية صرحت، الأسبوع الماضي، أن طائرات مغربية غادرت أراضيها للمشاركة في عملية عسكرية بالخارج.
ونقلت اليومية، عن الخبير الاستراتيجي الموساوي العجلاوي، أن المشاركة الفعلية للطائرات المغربية في الحرب على "داعش" تشكل منعطفا خطيرا يدل على اندماج التحالف في تكتيك جديد، لأن هناك إشارات كانت في السابق تؤكد أن التدخل لن يتجاوز القيام بعمليات استطلاعية. وأضاف العجلاوي، في تصريحه للصحيفة، أن حكومة حيدر العبادي بالعراق قالت إنها لن تسمح لأي قوة عربية بخرق مجالها الجوي أو البري، كما أن إيران لا تريد أن تمنح بغداد تذكرة عبور لخصميها اللدودين في المنطقة، أي العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ونبه العجلاوي، في حديثه لليومية ذاتها، إلى أن المغرب أصبح "قوة إقليمية" بدليل قيامه بتقديم دعم عسكري واستخباراتي لدولة الإمارات، وأن التحرك المغربي الجديد في أجواء العراق وسوريا قد يدفع ببعض خلايا الداخل قصد التفكير في الرد، وربما هذا ما يفسر وجود مخطط "حذر"، حتى وإن كان المغرب غير مهدد بشكل مباشر، يضيف الخبير المغربي.
"أخبار اليوم" نقلت أيضا ردود فعل الصحافة الإسبانية من الخطوة المغربية، وقالت إن مدريد تراقب بعناية هذه الخطوة، معتبرة أنها ستكون المرة الأولى التي ستمكن من معرفة مستوى التدريب والعملية التي يمتلكها الطيارون الحربيون المغاربة المستعملون لهذا النوع من الطائرات المقاتلة، والذين وصلوا إلى مرحلة التشغيل الكامل وحصلوا على شهادة لطلعات القتال الجوي العالي المستوى.
وأضافت اليومية أن مدريد تعتبر أن مشاركة المغرب في بعثة، تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وسوريا، تدل على تقارب بين الرباط وواشنطن في استراتيجية الدفاع، ما أسفر عن ذلك زيادة فرص الحصول على التكنولوجيا العالية، والأسلحة المصنعة من قبل الولايات المتحدة، وختمت اليومية بالقول إن الصحافة الإسبانية ترى أن نتائج التحليلات أثبتت أن التكنولوجيا المغربية لـ F16 تتجاوز بكثير تكنولوجيا F18 الإسبانية والمخصصة لحماية جزر الكناري.
المشاركة أو النأي بالنفس
من العملي والمفيد أن يمر الطيارون الحربيون إلى الميدان، فاختيار المغرب للمشاركة في الحرب على "داعش" لم يكن اعتباطيا، فقوة الجيش وسلاح الجو لا تقتصر على مراكمة الطائرات والأسلحة، وإنما في مهارة الطيارين ودقتهم، ودول كثيرة تفيض مخازن أسلحتها بالعتاد لكنها فاشلة في التنفيذ، من هنا تظهر أهمية تنفيذ طلعات للقصف وليس للرصد أو الاستطلاع.
الوجه الثاني للمشاركة العسكرية في الحرب على "داعش" تتجلى في مدى تعريض مصالح المغرب سواء الداخلية أو الخارجية لتهديدات متعاطفين مع مقاتلي التنظيم في العراق والشام، مما يدعو إلى حذر أكثر.