وأفادت "أخبار اليوم" أن تحريات أمنية إسبانية كشفت أن هناك ثمانية نساء على الأقل يقمن بسبتة المحتلة، يخططن سرا لرحلة إلى أراضي "داعش"، انضافوا إلى عشر نساء أخريات على الأقل هن في أراضي القتال.
وأضافت الجريدة، التي نقلت الخبر على صفحتها الأولى، محيلة التفاصيل على الثانية، أن النساء المتحدرات من سبتة واللواتي التحقن فعلا أو يرغبن في الالتحاق بدولة البغدادي، ظاهرة أصبحت تقلق الأوساط الأمنية والسياسية في الجارة الشمالية.
وتضيف اليومية أن الدوائر الأمنية في سبتة توصلت إلى حقيقة خطيرة مفادها أنه "إذا كنت ترغب في الذهاب نحو "داعش"، فإن سبتة بها دائما شخص ما يمكن أن يساعد، إضافة إلى أن الأموال التي يجنيها مهربو المخدرات يخصص جزء منها لتمويل "الجهاد".
وأردفت "أخبار اليوم" أن التحريات نفسها حول النساء اللواتي ينتمين إلى "داعش"، سجلت وجود صفحات "ويب" كانت تؤطرهن وتدعوهن إلى أن يكن "جاريات" للمقاتلين، وتحديد مهامهن في طهي الطعام، ومعرفة كيفية تطبيق الإسعافات الأولية في صفوف النساء، مستشهدة بفتوى لأحد المشرعين لـ"داعش" يقول فيها إن "مستقبل الجهاد في رحم امرأة".
وتقف مدينة سبتة أمام حقائق خطيرة، تضيف الجريدة، أثبتتها الإحصائيات والتحريات، وحتى بعض التحقيقات الصحفية، كونها توجد على رأس قائمة المدن التي تعتبرها إسبانيا مصدرة للجهاديين، لكن تفصيلا آخر يجعل الأمر حافزا على الاستنفار الأمني.
"أخبار اليوم" تناولت قصة الشابة لبنى السبتاوية، وقالت إنها توجهت للقتال في سوريا واشتغلت قبل رحيلها على استقطاب فتيات أخريات بالمدينة المحتلة.
وأضافت الجريدة، أنه من خلال تسجيلات جرى جلبها من كاميرات المراقبة من مطار مالقة الإسباني، تعود إلى يوم 5 نونبر الماضي، تظهر "لبنى" الفتاة السبتاوية التي تبلغ من العمر 21 ربيعا، تغادر وحدها الأراضي الإسبانية نحو إسطنبول ومنها إلى سوريا.
وقالت الجريدة إنه وفقا لتحريات السلطات الإسبانية فإن لبنى غادرت قصد الانضمام للدولة الإسلامية، وكانت تحمل حقيبة حمراء صغيرة جدا، تزودت من أجل رحلة ستطول مدى الحياة. ومباشرة بعد الحادثة، التي تعود إلى شهر، غادرت عائلتها إلى تطوان لتعيش في منزل صغير قصد الابتعاد عن سبتة وكأن هذه المدينة سبب كل الشرور.
التحريات الأمنية والاستخباراتية أثبتت أن "لبنى" ستنضم إلى "داعش" استجابة لدعوة من المستقطبين لصالح الدولة الإسلامية في "الحرب المقدسة"، وستقوم بمساعدة الأطفال الصغار الذين قتل آباؤهم، وربما تتكلف بمهام دعوية، تضيف الجريدة.
وزادت "أخبار اليوم" في عرض حالات لفتيات حاولن الالتحاق بـ"داعش"، كما هو حال "شيماء" ذات الـ24 عاما، والتي ألقي عليها القبض عند محاولتها عبور الحدود في منطقة مورسيا.
وأوضحت اليومية أن "شيماء" فجرت مفاجأة حين كشفت أنها صديقة "لبنى"، على الرغم من أن كلتيهما تنتميان إلى حي مختلف، كانت لبنى قد وهبت نفسها لإدارة شبكات الاستقطاب، وتفوقت في ذلك مستعينة باللغة الإنجليزية التي تجيدها، لتنضم إلى "فوزية علال" ذات الـ19 سنة، التي خرجت من مدينة مليلية، و"نوال ديلال" التي هربت من سبتة وتم ضبطها وهي أصغر جهادية، إذ تبلغ 14 عاما.
وقالت الجريدة إن الصغيرة "نوال" توجد حاليا في منشأة الأحداث في مركز بمدريد، حيث يوجد سبع أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 15 و17 عاما، خمسة أولاد وبنتان، تعرضوا لمحاولات استقطاب عبر الشبكات الاجتماعية.
الجهاد ورحم المرأة
في سبتة ومليلية المحتلتين، أكيد أن الاقصاء الاجتماعي والميز بين العنصر المغربي والإسباني الليبري يقف عاملا رئيسا وراء محاولت استقطاب شيوخ "الجهاد" لشباب وأطفال مغاربة.
عند بداية الصراع فوق الأراضي السورية اعتبر كثير من مؤيدي الثورات أن الحديث عن جهاد نكاح هو مجرد دعاية مغرضة تروم إسقاط الثورة في سوريا، لكن بعد مرور سنوات، تبين أن مافيات التهجير وغسل الدماغ أصبحت تستهدف العنصر النسوي، أولا لأن الاشتباه فيهن أمر مستبعد، وثانيا لأن بإمكانهن لعب أدوار كثيرة، من السرير إلى خنادق القتال وحمل الأحزمة الناسفة، لذا فإن شيوخ الفتنة لم يخطؤوا عندما اعتبروا أن مستقبل الجهاد في رحم امرأة.