وقالت اليومية، في مقال على صفحتها الأولى، أن الناجي محمد أكوربان مازال تحت وقع الصدمة ولا يصدق أنه نجا من بين مخالب الموت في وادي تمسورت، هو الذي نجا من بين 18 غريقا قضوا جميعا نحبهم.
وفيما يشبه "فلاش باك"، عاد محمد إلى حكي اللحظات الأولى التي سبقت الفاجعة، بقوله "كنا مع الخطاف في الطريق إلى عرس عائلي بمدينة أكادير، نحن 17 فردا من عائلة واحدة، مدعوين لحفل زفاف ولم نجد إلا الطرانزيت لتقلنا إلى أكادير كورسة".
وأضاف محمد أن وادي تمسورت غمر الطريق بعد تجاوز الساعة التاسعة ليلا، وأن سائق "الطرانزيت" قرر عبور الوادي ليغالبه السيل ويجره إلى قعره. سيل جارف استسلمت أمامه السيارة لتنقلب وسط صراخ الأطفال والنساء.
وتابع الناجي أن سائق السيارة طلب من محمد الخروج واعتلاء سطح "الطرانزيت" طلبا للنجدة، لكن أمام هول السيول الجارفة رفض محمد، لتنقلب السيارة ويختفي معها صراخ النساء والأطفال والخطاف، الذي لم يعرف محمد ماذا جرى به.
محمد يقول إنه فقد الإدراك، بعدما غرقت "الطرانزيت" في عمق الوادي، لتتلاطمه السيول لساعة كاملة دون أن يعرف ماذا يقع حوله، مشهد سينتهي عندما يسترجع محمد وعيه ويستطيع الارتقاء إلى الجانب العلوي من العربة.
محمد استجمع قواه أمام السيول الجارفة وتجاوز مسافة تفصل بينه وبين صخرة النجدة، ليصل إلى يابسة ويقف على مشهد السيول إلى أن مر أحد معارفه وحمله إلى بيته.
حصيلة ثقيلة
ارتفعت حصيلة قتلى الفيضانات التي اجتاحت نواحي مدينة كلميم، نهاية الأسبوع الماضي، إلى 33 ضحية، وفق مصادر Le360 من عين المكان و 8 أشخاص قضوا بسبب السيول في مناطق متفرقة بالجنوب الشرقي، لترتفع الحصيلة إلى أزيد من 40 شخصا، خلال اليومين الأخيرين.
الفيضانات عرت واقع مغرب آخر يكاد يكون منسيا، تكفي أمطار استثنائية لتحوله إلى مقبرة لسكانه.