وقالت اليومية إن التحقيقات التي تباشرها مصالح الشرطة القضائية بولاية الأمن الإقليمي بفاس، حول الشبكة المتخصصة في "الزواج العرفي دون عقد القران" التي تم تفكيكها أخيرا، عن معطيات مثيرة مرتبطة بالعلاقات الواسعة التي نسجتها هذه الشبكة لاستقطاب الراغبين في هذا النوع من الزواج، والطرق والطقوس الممارسة في هذا الزواج بعدد من الأحياء الشعبية بالعاصمة العلمية.
وحسب اليومية فإن التحريات الأولية بينت أن الأمر يتعلق بشبكة أغلب أفرادها ينتمون إلى تيار ديني متشدد، استغلوا فقر عدد من الشباب لأجل إيهامهم بـ"قدرتهم على الزواج دون أن تواجههم أية أعباء مادية خاصة ما يتعلق بمصاريف توثيق عقد القران والمهر وإقامة حفل الزفاف"، ما جعل بعض الشباب المقبلين على الزواج يقتنعون بفكرة عقد القران بالطريقة المعروفة بـ"زوجتك نفسي" المستمدة من الشرق، والمنتشرة هناك لدى بعض الجماعات الأصولية، والتي سعت الشبكة المفككة إلى تطبيقها، مقابل إغراءات قدمتها لمن استقطبتهم، وتتمحور حول "تمكينهم من فرص عمل ميسرة، ومساعدات عينية، ومساكن للاستقرار الأسري".
وأضافت الأخبار بأن التحريات أظهرت أيضا أن بعض المنازل المتوارية عن الأنظار داخل بعض الأحياء الشعبية التابعة لمقاطعتي زواغة والمرنيين، تحولت إلى مواقه مواتية للقيام ببعض الممارسات غير الأخلاقيةن حيث ظل عدد من الأزواج يلتقون بها لممارسة الجنس دون أن توجد بينهما عقود قران، سوى أنهم اتفقوا على فكرة "زوجتك نفسي" بعدما يعمد أفراد الشبكة إلى كتابات بعض العبارات التي تدل على وجود عقد عرفي، على ورقة بيضاء تفيد زواج فلان بفلانة، ويتم توقيع الورقة من كلا الطرفين بمباركة أحد النافذين في الشبكة.
وحسب اليومية دائما، فإن المصالح الأمنية بفاس فككت أكبر شبكة متخصصة في الزواج العرفي، بعدما جرى اعتقال العقل المدبر لها، رفقة مجموعة من المهووسين بالجنس باسم الدين، في حين لازالت الأبحاث متواصلة للإيقاع بعدد من الشبان الآخرين الذين لهم صلة بالشبكة، والمقدر عددهم بأزيد من عشرين شخصا.
شبكة "زوجتك نفسي"
بعد توصل العناصر الأمنية بفاس بشكاية مباشرة من ثلاث ضحايا سقطن في فخ الشبكة، أمرت النيابة العامة بفك الشبكة حيث تم توقيف بعض المتورطين في هذا الزواج، كما أكدت الضحايا بأنهم كن ضحايا ممارسات جنسية شاذة من قبل شباب تظهر عليهم صفات التدين، قبل أن يكتشفن أنهن وقعن في فخ استغلال واحتيال من طرف مجموعة من المتهمين الذين دأبوا على التحدث باسم الدين الاسلامي لـ"شرعنة" سلوكهم، في حين أن هدفهم حسب الضحايا كان هو "تفريغ شهواتهم الجنسية والتخلي في آخر المطاف عن الضحايا، والانطلاق للبحث عن أخريات.