ونقرأ على الصفحة الأولى من جريدة "الصباح" خبر اعتقال شرطي أضرم النار في خليلته؛ إذ تورد الجريدة أن عناصر الدائرة الأمنية العرفان بالرباط، أوقفت، صباح الاثنين الأخير، شرطيا يشتغل بالمنطقة الأمنية الأولى بالمحيط، بعدما أضرم النار في خليلته بسلا، وأصابها بحروق بالغة من الدرجة الثالثة.
وحسب اليومية، التي أوردت تفاصيل الخبر في صفحتها الثانية، فإن رجل الأمن كان على علاقة غير شرعية مع خليلته، وبعدما نشب بينهما خلاف، أضرم النار في جسدها باستعمال مادة حارقة "دوليو"، وقام بنقلها إلى المستشفى العسكري بالرباط، وبعدما رفض الأخير استقبالها، قام بنقلها للمرة الثانية إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط.
"الصباح" قالت، بناء على مصادر سمتها بالمطلعة، أن الشرطي أوضح في البداية للأطباء أن إصابة خليلته بحروق ناتج عن انفجار قنينة غاز داخل المنزل، وبعد اطلاع الهيأة الطبية المشرفة على حالة المصابة، تبين لها إصابتها بمادة حارقة، لتشعر مصالح الشرطة بتفاصيل القضية، ليختفي الشرطي المشتبه فيه من المستشفى.
وتضيف اليومية أن عناصر الدائرة الأمنية الثانية عشر بمدينة العرفان ترصدت المتهم، الذي كان يوجد بمحيط المستشفى، بعدما كان يستقصي معلومات حول الحالة الصحية لخليلته، ليجري توقيفه، ويجري تسليمه للفرقة التابعة للشرطة القضائية بلمنطقة الأمنية الإقليمية بسلا، حيث يقطن الشرطي رفقة خليلته.
وزادت "الصباح" أن الضحية التي تعاني من حروق من الدرجة الثالثة، سيجري نقلها إلى المركز الاستشفائي ابن رشد بالدارالبيضاء، أو مستشفى مكناس قصد العلاج، وأن فرقة أمنية توجهت إلى منزل الموقوف بسلا، وحجزت سلاحه الوظيفي وزيه الرسمي.
ومن الحب ما... أحرق!
المثير في إقدام شرطي على إضرام النار في عشيقته هو حرصه على تتبع حالتها الصحية، وتشبثه بنقلها من مستشفى لآخر، النقطة الثانية هي أن الضحية لم تكلف نفسها عناء التبليغ عنه، ولولا فطنة الأطباء لحفظت القضية، وأدينت قنينة الغاز بإحراق الفتاة.
هل الحب أعمى في هذه الحالة؟ الضحية تتستر والمشتبه به يحرص على تطبيب ضحيته، تناقضات لا يمكن توفرها إلا في قاموس الحب، غير أن هذا العشق قاد الشرطي إلى السجن، وتجريده من وظيفته، فيما تعيش الضحية مسلسلا من الآلام، بعدما التهمت النار جلدها الحساس، لينطبق على هذا الحادث قول، ومن الحب ما أحرق.