وأفادت يومية "الصباح"، بأن عناصر شرطة تابعة لأمن عين السبع الحي المحمدي بالبيضاء اعتقلت، أخيرا، شخصا ينصب على متقاضين بادعاء علاقته بوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية.
وكشفت مصادر مطلعة للجريدة أن شكاية من إحدى المتقاضيات لوكيل الملك بالمحكمة أكدت النصب عليها من قبل شخصين التقتهما صدفة بإحدى المقاهي المجاورة للمحكمة، بعد أن أوهمها أحدهما أنه على علاقة برئيس النيابة العامة.
وقالت المرأة، وفق ما نشرته "الصباح"، إن لها قريبتين معتقلتين من أجل السكر العلني البين والقيادة في حالة سكر، وإنها توجهت إلى المحكمة، فعلمت أن عليها أداء مبلغ كفالة من أجل متابعتهما في حالة سراح، لتتوجه بعد ذلك إلى مقهى مجاورة وتجلس هناك تفكر في طريقة لتدبير الأمر، قبل أن يتقدم منها شخص ويستفسرها عن سبب بكائها، فحكت له الأمر، ليخبرها بعلاقته الوطيدة بوكيل الملك.
وطلب المتهم من المرأة، حسب رواية الجريدة، تزويده باسمي قريبتيها المعتقلتين، ليخرج هاتفه المحمول ويدعي إجراء مكالمة هاتفية مع وكيل الملك، أخبره من خلالها باسم المعتقلتين، وطلب منه إعطاء أوامر من أجل إطلاق سراحهما، قبل أن ينهي المكالمة الوهمية، ويطمئن ضحيته بإطلاق سراح قريبتيها في اليوم نفسه.
وأشارت الجريدة إلى أن شخصا ثانيا دخل على الخط، حيث استفسر المرأة عن مشكلتها، قبل أن يطلب منها وضع ثقتها في الشخص الأول، الذي كان برفقتها، مطالبا إياها بمده بمبلغ 2000 درهم مقابل هذه الخدمة، التي سيؤديها لها، قبل أن تراودها شكوك في الرجلين معا وتخبر الأمن.
وأكدت اليومية أن عناصر الشرطة انتقلت إلى المقهى رفقة المرأة، ليتم إيقاف المتهم، فيما اختفى رفيقه عن الأنظار. وبعد استفسار المتهم الموقوف عنه، أكد عدم معرفته به، لتواصل الشرطة البحث عنه، قبل أن تتمكن من جمع معلومات عنه من نادل المقهى وتنشر مذكرة بحث في حقه.
وأكدت "الصباح" أن المتهم سلم إلى عناصر الشرطة القضائية بأمن الحي المحمدي عين السبع، ليفتح معه تحقيق في الموضوع، أكد من خلاله أنه نصب على المتقاضية، ونفى أن تكون له أي علاقة بوكيل الملك أو أي من القضاة، مضيفا أنه حاول اللجوء إلى هذه الطريقة من أجل جني مبالغ مالية.
واعترف المتهم، وفق ما أوردته الجريدة، بتعاطيه النصب بهذه الطريقة، مضيفا أنه يصطاد أقرباء متقاضين مطالبين بأداء كفالة من أجل إطلاق سراحهم، إذ كان يتقرب منهم ويخبرهم بعلاقته بوكيل الملك، وبقدرته على التدخل لإيقاف طلب الكفالة أو تخفيضها بشكل كبير.
مقاهي المحاكم.. ملاذ الوسطاء والنصابين
تتحول المقاهي المجاورة للمحاكم في مجموعة من المناطق والمدن إلى مكان ينشط فيه السماسرة والوسطاء والنصابين، الذين يدعون قدرتهم على تسهيل المساطر والتوسط لدى القضاة ووكلاء الملك، ما يؤدي إلى سقوط عدد مهم من أقارب المتقاضين في شباكهم. وهذا الأمر يفرض على السلطات الأمنية تمشيط مثل هذه الأماكن، والتحقيق مع المشتبه فيهم، حتى تتقلص عمليات النصب، التي تضرب في العمق صورة محاكمنا، التي من المفروض أن تكون مكانا للأمن والعدالة.