وعلى صدر صفحتها الأولى، نشرت "الأحداث المغربية" الخبر بعنوان "أزمة صحية تغتال ضابطا للشرطة بالدارالبيضاء"، وأرفقته بصورتين، واحدة للجنازة، والثانية لصورة "السيلفي" الأخيرة، للراحل عبدالمجيد جابري.
ونقلت اليومية أن جوا من الحزن عاشته الأسرة الأمنية بالدارالبيضاء، بسبب الموت المفاجئ لضابط الشرطة، وتحكي الجريدة أن جابري بدأ نهار الأول من نونبر، بشكل عاد، والتحق بالمدار الحضري سيدي عثمان، لمزاولة عمله كالمعتاد. وبعد ساعات معدودة، أحس بآلام جعلته يقرر الذهاب راجلا إلى مستعجلات مستشفى سيدي عثمان القريبة من المدار برفقة أحد زملائه.
وتضيف الجريدة تخلص الضابط من ربطة عنقه، فحصه الطبيب، ليقرر إنعاش تنفسه بالأوكسجين، ارتاح الفقيد مبدئيا، واسترجع أنفاسه، حتى أنه التقط صورة "سيلفي" له وهو يتنفس بمساعدة قنينة الأوكسجين، تخليدا لتلك اللحظة.
وتورد "الأحداث" أن الراحل عندما أحس بتحسن قرر العودة إلى عمله، غير أن القدر لم يمهله كثيرا، وسقط صريعا بالقرب من باب المستشفى، إثر سكتة قلبية.
أما يومية "الأخبار" فركزت عبر مانشيط عريض على صفحتها الأولى، بكون الضابط، عمد أخذ صورة "السيلفي"، حيث يبرهن لرؤسائه على جدية ادعائه المرض.
وقالت الجريدة أن الراحل أخبره زملاء له بأنه عمد إلى أخذ صورة "سيلفي"، لأنه قد يحتاجها في حال ما طلب رؤساؤه تفسيرا عن غيابه، ويؤكد بها وجوده في المستشفى.
وقالت "الأخبار"، في تفاصيلها على الصفحة الرابعة، إن شرطي المرور عبدالله جابري، المشتغل بالدائرة الأمنية الرابعة بابن امسيك، استشعر اختناقا بسيطا بعدما انتهى من تنظيم رجال شرطة المرور التابعين له، ونقلهم على متن سيارته الوظيفية، ليجأ إلى المستشفى المقابل لمكان عمله، وأن الطبيب نصحه بعد أن أنعشه بالأوكسجين، بإجراء فحوصات دقيقة على القلب.
غير أن شعور الضابط، البالغ من العمر 55 سنة، بارتياح دفعه إلى استجماع قواه والعودة إلى مقر عمله، ليسقط في منتصف الطريق، "الأخبار" قالت إن الراحل والد لثلاث فتيات، ويقطن في منطقة مديونة، وأنه لم يزر أسرته مؤخرا، إذ يكتفي بالمبيت في منزل والديه بحي عبد مولاي عبد الله لقربه من مقر عمله.
"سيلفي" للجميع
عاشت الأسرة الأمنية بالبيضاء يوم أمس صدمة كبيرة، بعد أن سقط زميل لهم ميتا بشكل مباغت، إثر توقف قلبه عن العمل، بعدما استنشق قليلا من الأوكسجين في أقرب مستشفى وأراد العودة إلى العمل.
المؤثر في موت الضابط هو صورة "السيلفي"، الراحل خاف من توبيغ مسؤوليه، حتى ولو تعلق الأمر بغياب لدقائق، بغرض صحي.
"سيلفي" الجابري ذكرى باقية، تطرح قضية المخاطر الصحية التي يتعرض لها رجال الأمن بسبب الضغط وظروف العمل، دون الحديث عن مخاطر عملهم، في المطاردات والمداهمات.