وقالت يومية "المساء"، التي نشرت الخبر صفحتها الأولى تحت عنوان "اعتقال دركي متلبسا بالحفر بحثا عن كنز في مراكش"، إن مصالح الشرطة القضائية اعتقلت، ليلة أمس الاثنين، دركيا سابقا متلبسا باستخراج كنز يعود إلى أحد أولياء مدينة مراكش السبعة، يعود تاريخه إلى القرن 18.
وقد ترصدت فرقة أمنية للدركي، وفق ما أوردته الجريدة، بعد تقدم أحد جيرانه بشكاية ضده، متهما إياه بالتحرك في منزل مهجور بحي قشيش بمنطقة باب الخميس بطريقة "مشبوهة"، منذ أيام مضت، الأمر الذي خلف شكوكا لدى الجار.
وأكد الجار أن الدركي السابق كان يتردد، منذ أيام، على منزل مهجور يوجد بالمنطقة السكنية المذكورة، من أجل القيام بأعمال مشبوهة، الأمر الذي حذا به إلى تقديم شكاية لدى المصالح الأمنية بمراكش، هذه الأخيرة التي اتفقت مع المشتكي على ربط الاتصال بها، فور لمحه وجود الدركي بالمنزل المهجور.
وأفادت اليومية بأنه بعد تأكد الجار من وجود الدركي في المنزل المهجور، ربط الاتصال بالمصالح الأمنية في مراكش، التي هرعت على وجه السرعة إلى المكان المعلوم، ليتم إيقاف المشتكى به متلبسا بعملية حفر وتنقيب عن كنز يعود إلى أحد رجالات مراكش السبعة.
وحسب مصادر الجريدة، فإن من بين الموقوفين، مساعد الدركي، وهو صهره، حيث تم ضبطهما متلبسين بحفر قبو في المنزل المهجور باستعمال فأسين ومعولين، إضافة إلى أكياس ومصابيح، ليتم اقتيادهما صوب مقر الشرطة القضائية لتعميق البحث معهما حول ظروف وملابسات عملية الحفر والتنقيب، في الوقت الذي باشرت فرقة تابعة للشرطة العلمية والتقنية، التي حلت هي الأخرى بالمكان، تحرياتها للوقوف على الأشياء الموجودة في المكان.
وقد وضع الموقوفان، حسب يومية "المساء"، رهن تدابير الحراسة النظرية قبل تقديمهما أمام المحكمة لمتابعتهما بالتهم المنسوبة إليهما.
"المخزن" في مواجهة الجن!
مهمة البحث عن الكنوز لا تتأتى لأي كان حسب الموروث الشعبي٬ وإنما يتولاها "الفقهاء"، ممن لهم "خبرة" في تحديد مدافن الكنوز بدقة، ولهم من"الكرامات الخارقة" ما يمكن من تخليص الكنوز من "أهل المكان"٬ أي الجن الذي يصبح، في اعتقادهم٬ حارسا للكنز مع مرور الوقت. لكن يبدو أن هذ الدركي استمد سلطته في مواجهة الجن من عمله السابق في "المخزن"، ويبدو أن "شططه" في استعمال سلطته ضد "أهل المكان" هو من أوقعه في يد أمن سبعة رجال.