ابن يتيم الفائز في "البوكر": نلت عقابا أشد من عقاب الله!

صلاح الدين يتيم

صلاح الدين يتيم . براهيم توكار - Le360

في 23/10/2014 على الساعة 12:59

"إذا كان ما قمت به حراما، فقد دفعت الثمن ونلت العقاب، وأعتقد أنه أشد من عقاب الله"، هكذا علق صلاح الدين يتيم، ابن قيادي "البيجيدي" وأمين عام ذراعه النقابي، محمد يتيم، على الضجة/العقاب التي أثارها فوزه بمبلغ 500 ألف درهم، في دوري للبوكر نظم مؤخرا في مدينة مراكش.

وكشف صلاح الدين يتيم، في مقابلة مع موقع Le360، أنه لا يدري إن كان فوزه بجائزة البوكر حراما أم حلالا، وأنه لم يسبق له أن أفتى في هذا الأمر، لكنه دافع عن قانونية اللعبة.

ودافع صلاح الدين يتيم عن لعبة البوكر، دون أن يصفها بالرياضة، وقال "إنها لعبة تنافسية، تعتمد على التحليل النفسي ودراسة الاحتمالات، وليس الحظ وحده، فالحظ مطلوب في كل الرياضات، وإلا ما معنى أن يقتصر الصراع في كبرى الدوريات العالمية على خمس أو ست أسماء معينة، يتكرر فوزها غالبا، فهل مثلا تكرر ولو لمرة واحدة فوز أحد باللوطو.

وأبدى الشاب، ذو 34 سنة، الذي يشتغل مسير شركة للمحاسبة، استغرابه من التركيز على فوزه، دون المغربيين اللذان فازا معه في دوريWPT بمراكش، وقال معلقا "المغربيان اللذان فازا معي مسلمان أيضا، فلماذا يتيم وحده، وهو الذي احتل المرتبة الثالثة؟".

واعترف صلاح الدين أن فوزه بمبلغ 50 مليون سنيتم في دوري للبوكر خلق إزعاجا كبيرا لدى والده، وروى تفاصيل أول نقاش بينه ووالده، عندما تلقى محمد يتيم نبأ فوز ابنه، وقال "أول سؤال طرحه والدي كان عبر رسالة قصيرة، كتب فيها "هل فزت في بطولة أم في قمار"؟ فكتب مجيبا "وهل تريد توضيحا أم فتوى؟".

وأضاف صلاح الدين أنه تفهم موقف والده، عندما أخبره أن لا يريد لابنه أن يسقط في فخ الإدمان على القمار، وقال "والدي من مواليد الخمسينات، وهو لا يعرف لعبة البوكر، عكس أعداد كثيرة من أبناء جيلي. البوكر لعبة قانونية، وكثير من الشباب يمارسونها بطرق حبية، عن طريق كسب النقاط، وليس بالضرورة المال".

وكشف المتحدث أن والده وجه إليه مجموعة استفسارات، كان أبرزها إن دفع مقابلا ماديا مقابل المشاركة في الدوري المذكور، وحول ما إذا أجريت المسابقة في "كازينو".

وأضاف صلاح الدين يتيم "أوضحت له أني فزت بقسيمة مشاركة، بعد أن تأهلت في إقصائيات عبر الويب، وأن الدوري لم يجر في كازينو السعدي، وإنما في السعدي بلاص"، كاشفا أن العاصفة هدأت في علاقته بوالده، يوم أمس، وأن والده تحدث معه كأب وليس كقيادي في العدالة والتنمية، ناصحا إياه بالابتعاد عن الشبهات.

ووصف صلاح الدين يتيم نفسه بـ"الإنسان غير الملتزم فعليا"، ويقول "صحيح أني طالعت كتب الفقه التي كان يتوفر عليها والدي، وصحيح أني تعرضت للضرب لكي أصلي في الصغر، لست ملتزما، فالوالد ربانا على الاعتماد على أنفسنا، وأن نتحمل مسؤوليات اختيارتنا".

وزاد مضيفا "والدي يعتقد أن الإنسان الملتزم دينيا هو الناجح، وهذا أمر خطأ في نظري".

وقال صلاح الدين يتيم أنه لم يتسلم المبلغ المالي المقدر بـ500 ألف درهم، وأن والده نصحه بالتبرع به، وختم قائلا "لم أقرر ماذا سأفعل بالمال، هل أتخلص منه؟ أتبرع به؟ أم أشتري سيارة جديدة، كل ما أود قوله هو أن القرار يعود لي، وأنا من سيتحمله أمام الله".

وتحدث صلاح الدين عن بداياته في لعبة البوكر، وقال إن أحد أصدقائه في العمل هو من عرفه على مواقع اللعب عبر النت، وتحديدا موقع "بوكر ستارز"، وأضاف "حتى عندما بدأت أمارس اللعبة، كان دوما لدي تخوف، وعندما ربحت أول 10 أورو، تساءلت هل علي أن أطعم بها ابني. لا أدري إن كان الأمر حراما أم حلالا، ولم أصرح يوما بأنها حرام أو حلال. كل ما قلته إنها لعبة قانونية.

يتيم تطرق أيضا إلى لفظة "حريات فردية" التي كان كتبها دفاعا عن فوزه في دوري البوكر، وقال "لقد استغل البعض هذه الكلمة، وأراد الاصطياد في الماء العكر، أنا أميز بين الحرام الذي يضر المجتمع، والحرام الذي يضر به الشخص نفسه".

في 23/10/2014 على الساعة 12:59