وتضارب الروايات في مقتل الشاب، حيث بحسب يومية الأخبار في عددها ليوم غد الخميس فإن أسرة الضحية أصيبت بصدمة قوية إثر تلقيها خبر الوفاة، ما جعل بعض أفرادها ينخرطون في موجة بكاء ويتلفون ويكسرون عددا من لوازم وتجهيزات المستشفى، في وقت تقول مصالح ولاية الأمن إن توقيفه جاء إثر اعتدائه بالضرب على ابنة شقيقه القاصر، وتعنيفه لعدد من المواطنين الذين حاولوا التدخل من أجل منعه من مواصلة ضرب الطفلة القاصر.
أما عن رواية أهل الهالك، نقرأ في يومية الأحداث المغربية أن أسرته تلوح بسيل من الأسئلة القلقة حول الكيفية التي ظل المعني بالأمر يحتفظ بالولاعة المعتمدة في عملية إحراق الذات، بالرغم من تواجده رهن التوقيف والحراسة النظرية، وكذا عن معاني الكلمات والتصريحات التي كانت تصدر عن الهالك لحظة معاناته من آثار الحروق، متهما الأمن في ذلك.
وتكتمل فصول القضية، عند قراءة يومية المساء، حيث نقرأ "أن أصل الواقعة يعود عندما قام الهالك بالاعتداء على طفلة صغيرة، رافضا تدخل الأمن، بل وهدد بالانتحار، وأضرم النار في قميصه، ليصاب بحروق في صدره، نقل على إثرها إلى مستشفى ابن طفيل بمراكشعلى وجه السرعة".
الحقيقة الضائعة
بالعودة إلى اليوميات الثلاث، فإن تفاصيل القضية بدأت بعد أن أضرم الهالك النار في جسده، في وقت يشير فيه بيان لولاية الأمن إلى أن الموقوف تم نقله إلى قسم المستعجلات لتلقي العلاجات الضرورية تمهيدا لإخضاعه لتدابير الحراسة النظرية، غير أن هذا البيان نفسه، لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى أسباب نقله إلى المستشفى من أجل تلقي العلاجات، كما لم يذكر واقعة إضرام النار في جسده، حيث أنه بحسب رواية أهله، فإن الأخير كان يوم الحادث برفقة ابنة شقيقه يقصدان أحد المختصين في التداوي بالأعشاب، من أجل علاجها من داء "البرص" الذي تعاني منه.. وبين تضارب الروايات ضاعت الحقيقة!