يومية "الأخبار"، أفردت صفحة بكاملها ووضعت قصته "تحت المجهر"، بعد إحالة من الصفحة الأولى، أما "صحيفة الناس" فخصصت أربع صفحات لهذا الحادث، وعززت القصة بتصريح للشيخ عبدالباري الزمزمي المتخصص في "فقه النوازل"، دعا فيه إلى إنزال أشد العقوبات بحق المغتصب، كما أوردت شهادة والدة المتهم، التي دافعت عن ابنها وقالت إنه بريء مما نسب إليه و"طيحوا عليه الباطل".
بدأت القصة يوم 8 أكتوبر، تقول "صحيفة الناس"، حينها لم يكن "العتروس" يعتقد أنه سيقع بين يدي الشرطة، ويؤدي ثمن ما اقترفه، خاصة وقد سبق له اغتصاب فتاتين قبل سنة، ولم ينفع تقديم الضحيتين شكاية إلى مصالح الأمن بالحي الحسني في توقيفه، ليقرر العودة إلى اصطياد فرائسه، تلبية لغرائزه الحيوانية.
"العتروس" شاب في مقتبل العمر لا يتعدى سنه الثالثة والعشرين، يعمل سائقا لـ"تريبورتور"، عوض أن يستثمره في كسب قوته اليومي، جعل منه وسيلة لاصطياد فرائسه، وأداة جريمة، تقله صوب "خربة" مهجورة بحي الألفة، حيث يجلب ضحاياه بالقوة، وتحت التهديد بالسلاح الأبيض، ويمارس انحرافه الجنسي بكل حيوانية.
بعد أيام على نحر أضحية العيد، وفي غمرة الاحتفال بطقوس "سبع بولبطاين"، تربص "العتروس" بالقرب من تجمع ينتشي بموسيقى الاحتفال، تقول "الأخبار"، هناك رصد أولى ضحاياه، وهي فتاة تبلغ من العمر 17 سنة، بادر إلى سرقة هاتفها الذكي، ليبتزها بمرافقته إن أرادت استرجاع هاتفها.
لم ينتظر "العتروس" وقتا كبيرا للمفاوضة، ولجأ إلى السلاح الأبيض، وضعه على بطن الفتاة القاصر، مهددا ببقرها، إن تحركت أو حاولت فضح أمره، لم تجد الصغيرة بدا من مجاراة هذا "الوحش"، حيث أجبرها على الصعود إلى "تريبورتور"، وهناك اقتادها صوب "خربة" تقع بأرض تعرف بـ"زماط"، محاذية لمسجد الوفاق 3، بحي الألفة.
وتفيد يومية الأخبار أن "العتروس" اغتصب الضحية طيلة أربع ساعات متواصلة، ممارسا عليها شذوذه المرضي، هاتكا الفرج والدبر معا، إلى أن قضى وطره.
لم يكتف "العتروس" بضحية واحدة تلك الليلة، ليقرر مواصلة مغامرته الحيوانية، باحثا عن ضحية جديد، ستكون قاصرا هي أيضا.
تورد يومية "الأخبار"، أن المتهم عاد من جديد إلى البحث عن صيد جديد، لتقع نظراته على فتاة تبلغ من العمر 17 سنة، وهي تلميذة بالجذع المشترك، لينهج الأسلوب عينه، مع اختلاف بسيط، استل سكينه هذه المرة ووضعه على ظهر الضحية، أمرا غياها بالنصياع دون مقاومة، ليعيد الكرة من جديد، ويسلك الوجهة نفسها.
في المرة الثانية، أظهر الجاني، سلوكا ساديا، عندما قام بتعنيف ضحيته بواسطة أغصان الأشجار المنتشرة بالقرب من "الخربة الوكر"، وكما وقع مع الضحية الأولى، كرر "العتروس" سلوكه الجنسي المنحرف، عبر ممارسة الجنس بالقوة من الفرج والدبر مجددا.
بعد أن انتهى "العتروس" من "غزوته" الجنسية، أعاد الضحية إلى المكان الذي اقتادها منه، ليختفي عن الأنظار، مخلفا اغتصابين لقاصرتين في ليلة واحدة.
توجهت الضحيتان في ليلة اغتصابهما إلى دائرة الأمن القريبة من مسكنهما لتحرير شكاية في الموضوع، هنا استغرب عناصر الشرطة لمواصفات المتهم، ليتبين أن هناك حالات سابقة، جرى حفظها، لعدم معرفة الجاني.
ونقرأ في الجريدة ذاتها أن اغتصابان في ليلة واحدة، خلق استنفارا لدى شرطة الحي الحسني، وبعد أن أحيلت الضحيتان على مصلحة الطب الشرعي لاستبيان قضية الاغتصاب، وهو ما أكده في حينه بروفيسور في طب التوليد بالمستشفى الجامعي ابن رشد.
تشخيص الطبيب أكد تعرض الضحيتين لاعتداء جنسي حديث، وذلك بناء على الجروح التي عاينها على مستوى الدبر والفرج.
وتضيف يومية "الأخبار" أن عناصر الشرطة قامت بناء على مواصفات المتهم بربط قضية الاغتصاب الحديث بشكايات قديمة مر عليها سنة تقريبا، لتشتغل الآلة الأمنية للشرطة القضائية بالحي الحسني قصد القاء القبض على الجاني.
في اليوم الخامس بعد عيد الأضحى، قامت عناصر الشرطة بترصد مشتبه فيه، يتوفر بدوره على "تريبورتور" صيني الصنع، يقطن بحي عكاشة، سيما وأن الشرطة جمعت معلومات كافية عنه، من خلال مواصفات منحتها الضحايا، ليجري إلقاء القبض عليه، وتعثر عناصر الأم، على بقع دم في الدراجة ثلاثية العجلات، إضافة لهاتف ذكي يعود لضحية قاصر.
وتضيف "الأخبار" أن المتهم أقر بكل المنسوب إليه بمجرد أن واجهته الشرطة بضحاياه، ليقر ويعترف محاولا تبرير فعلته، بكونه كان تحت تأثير الكحول والمخدرات.
المتهم قدم إلى أمام الوكيل العام للملك في حالة اعتقال، بتهمة الاختطاف واحتجاز وهتك عرض قاصرات بالعنف، وتحت طائلة التعذيب الوحشي.
أكثر ما يثير في تغطية الصحيفتين، هو ما نقلته "صحيفة الناس"، التي تنقلت لمقابلة الضحية الاغتصاب الأول، وهي شابة تنحدر من وسط فقير، تعيش رفقة والدتها في حي متواضع بحي عكاشة بالألفة.
الفتاة التي رفضت في البداية الحديث مع صحافية "صحيفة الناس"، روت بإسهاب تفاصيل ما وقع يوم 8 أكتوبر، إذ أكدت على أن المتهم لم يشفق لحالها عندما هم باغتصابها وتعنيفها، وأنه كان يستقوي بخالة له تشغل منصب وكيل للملك بإحدى محاكم المملكة، واضافت الفتاة، أنها عندما تقدمت بشكاية لمصالح الأمن، تعرضت رفقة الفتاة الثانية لضغوطات بغية التنازل عن الشكاية.
وأضافت "صحيفة الناس"، التي لم تكتف بنقل تفاصيل الجريمة، وإنما ساقت شهادات حية لضحاياه، كما قابلت والدته، وتنقل الجريدة ما وصفته بمعطيات جديدة تكشف للمرة الأولى، كتشريد الضحية الثانية، التي طردها زوج أمها بعد أن تعرضت للاغتصاب، إضافة إلى المعاناة النفسية التي تعرضت لها الضحيتين.
وأضافت "صحيفة الناس" أن أسر الضحيتين يتعرضان لتهديدات من طرف أسرة المتهم، لدفعهن للتنازل عن الشكايتين، ولم تكتفي الجريدة بسرد وقائع ليلة الثامن من مارس، بل قابلت إحدى الفتيات اللاتي وعدهن العتروس بالزواج قبل سنة، وقالت إن ما وقع لـ"العتروس" مجرد مؤامرة سببها غيرة القاصرتين بسبب عزمه عقد قرانه عليها.
"التريبورتور" همّ إضافي جديد
في البيضاء يسمونه "موطور آخر فرصة"، وهي دلالة تشير إلى أن أصحابه يلعبون الأنفاس الأخيرة لإنقاذ مسار حياتهم، فأغلب مالكيها من ذوي السوابق العدلية.
وتحول "التريبرتور" إلى وسيلة نقل مزعجة، تؤرق سائقي العربات كما الراجلين، وتفرض هذه العربات "ثلاثية العجلات"، إشكالا قانونيا، فسعة محركها تفوق سعة درادة نارية عادية، مما يعني أن من يريد اقتيادها مطالب بالحصول على رخصة سياقة الدراجات النارية، وهو ما يعني أن أصحابها ملزمون بتركيب لوحة ترقيم.
كما أن لجوء بعض أرباب "التريبورتوهات" إلى استعمالها في نقل الأأشخاص يطرح مشكلا في التأمين، خاصة وأن حوادث مؤلمة سبق ووقعت في البيضاء، دون أن يحصل الضحايا على تعويض التأمين.
اليوم يعود "التريبرتور" في البيضاء ليرتدي لبوس الرعب، مفزعا السكان من خطر الاختطاف والاغتصاب، كما وقع ما حالة "العتروس".