وردد تلاميذ وأصدقاء الطفل "أشرف"، بالإضافة إلى نساء الحي، في الوقفة، شعار"سوا اليوم أو غدا الإعدام ولابد"، كما دعو إلى ضرورة الاهتمام بالوضع الأمني للحي، لأنه، حسبهم، فالعمارة التي كانت مسرحا لحادث الإختطاف والاحتجاز، باتت مرتعا لقطاع الطرق واللصوص والمجرمين، مما يشكل تهديدا على أطفال وساكنة الحي.
وقال والد الطفل المحتجز "أشرف" إنه مايزال تحت تأثير الصدمة، وأنه لم يستفق بعد من هول الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها ابنه، وأكد على أنه لم تكن بينه وبين الجاني أي عداوة، كما ادعى المتهم أثناء التحقيق معه من طرف عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية البرنوصي زناتة.
وكشف والد أشرف على أنه في فترة معينة كان مكلفا بمهمة "سانديك"للعمارة، التي كان الجاني يعمل فيها المتهم حارسا، وقد اتضح له أنه كان يقوم ببعض التصرفات، "المتعلقة بخيانة الأمانة"، وقد أبلغ بها سكان العمارة، وأخبرهم أنه علهم تغييره بشخص آخر، لكنهم رفضوا، وقرر حينها أن ينسحب من مهام "سانديك" العمارة، وأضاف "بعد مدة من انسحابي، اكتشف سكان العمارة عنه أشياء فظيعة، أكثر مما اكتشفت أنا، مما دفعهم إلى طرده. وقد اشتغل بعد ذلك حارسا بالمشروع السكني الذي لم يكتمل بناؤه بعد وتحول إلى بناية مهجورة، والتي كانت مسرحا للجريمة التي ذهب ابني ضحية لها"، وزاد قائلا "إن كان هذا الشخص، يضمر لي الحقد، فلماذا لم يواجهني أنا؟ وماذنب ابني في هذا الأمر؟".
من جهتها، قالت خالة الطفل أشرف أن الجاني يقترب مع عمر السبعين سنة، وهو يقيم بالحي المحمدي، وبالضبط بكريان الخليفة، وأنه مدمن على الحشيش والقرقوبي، وسبق له أن كان عسكريا، وغادر مهنة حراسة العمارة التي تقيم بها عائلة أشرف منذ حوالي أربع سنوات، وذكرت أن الطفل أشرف كان ينادي الجاني بـ"عمي"، في فترة عمله بالعمارة، ويأخذ الطعام خلسة عن والدته ويمنحه له.
وقالت إنه تم اختطاف "أشرف" يوم السبت الماضي، وهو في طريقه إلى الحلاق، من طرف الحارس وشخص آخر، "لانعرف هويته لحدود الساعة، وتم وضع اللاصق على فمه، وربطوا رجليه ويديه، كما عروه تماما"، على حد تعبيرها. وأكدت أن الطفل أخبرها أنه "سمعها يتفقان على الطريقة التي سيقتلونه بها، حيث قالا إنهما سيقومان بتقطيعه إلى أطراف صغيرة، كما سمعهم يتحدثون عن اغتصابه قبل قتله".
وأضافت أنهما قاما بضربه على رأسه عشرات المرات في محاولة لقتله، لكنه نجا من موت محقق بإعجوبة، وساعده في كل هذا ممارسته لرياضة الدفاع عن النفس.
وقد حاول الطفل "أشرف" الفرار في المحاولة الأولى، عبر النزول من درج العمارة، لكنها ضبطاه، وأعاداه من جديد إلى المكان الذي حجزاه فيه، وأخذا يسددان له الضربات على مستوى الرأس من جديد في محاولة للتخلص منه.
وتؤكد خالة "أشرف" أنه في المحاولة الثانية قرر الطفل أن يرمي نفسه من نافذة الطابق الثاني، حيث كان محتجزا، وهي المحاولة التي كللت له بـ"النجاح"، وقد نجح في أن يتسلق الحاجز الحديدي، ليسقط أمام رجل شخص غادر للتو الحمام، حيث قام بتغطيته وساعده على السير على قدميه إلى غاية منزل والدته.
وتقول والدة أشرف إنها بمجرد ما "شاهدتابني على تلك الحالة حتى أصبت بشلل، لم أقو على الحركة ولا النطق بأي كلمة، ثم سارعنا بنقله على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى العمومي"، تضيف والدته.
تم نقل الطفل أشرف إلى مستعجلات مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي، وظل هناك دون أن يحظى بأي عناية طبية، تقول خالة أشرف، مضيفة "وجدنا أشرف في وضع صحي لايحسد عليه، حيث قام والده بسرعة بنقله إلى مصحة خاصة، حيث تم إدخاله إلى قاعة الفحص، وجهاز السكانير، وقد تم تقطيب عدد كثير من الجروح على مستوى الرأس واندهش الطبيبب من عدم إصابة الجمجمة بأي كسر".
يذكر أن المتهم عرض أمس الاثنين، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، وتابعه بتهمة "الاختطاف والحجز مع نية القتل"، فيما لاتزال الأبحاث جارية من أجل اعتقال شريكه، الذي ماتزال هويته مجهولة.
وقد غادر الطفل أشرف المصحة بعد تلقيه العلاج، أمس الاثنين، وهو يرقد في بيت أسرته، لكن حالته النفسية، كما تقول والدته ووالده وخالته، صعبة، لأنه مازال يتذكر الحادث، ولم يتمكن من التخلص من آثاره النفسية.