وفي تفاصيل الخبر، كما أوردتها "المساء"، في مقالها على صدر صفحتها الأولى، وعلى لسان شقيق الطفل، فإن هذا الأخير تعرض لاعتداء شنيع من طرف شخصين، أحدهما حارس سيارات مجاور للعمارة التي تقطن بها أسرة الضحية بحي سيدي مومن بالدار البيضاء، كانا يخططان لقتله ودفنه بالقرب من بناية مهجورة بالمنطقة.
وأكد شقيق الضحية، حسب "المساء" أن المصالح الأمنية اعتقلت أحد المشتبه فيهما، أمس الأحد، مباشرة بعد الاستماع إلى الطفل الذي قال إنه يتلقى العلاج بإحدى المصحات الخاصة بالبيضاء، مرجحا فرضية محاولة الاعتاء الجنسي على الطفل قبل قتله بواسطة السلاح الأبيض، الذي كان بحوزتهما، ودفنه في حفرة تم إعدادها لذلك الغرض بالقرب من مكان تنفيذ الجريمة.
وأشار مصدر اليومية ذاتها إلى أن الطفل فضل السقوط عاريا من الطابق الثاني لورش العمارة المهجورة، ليصاب بكسور وكدمات في الكتفين.
وأضافت "المساء" أن أحد الأشخاص كان قريبا من مكان الحادث فلاحظ الطفل مرميا على الأرض ومضرجا في دمائه، فتكلف بنقله وإخبار عائلته التي توجهت إلى الأمن..
في المقابل، كانت التفاصيل التي أوردتها "الأخبار" في الصفحة الثانية، بعد أن استخرجت له عنوانا وصورة على الصفحة الأولى، مختلفة تماما.
فقد ذكرت اليومية أن حارس عمارة بمنطقة سيدي مومن البرنوصي بالدار البيضاء، في الستينات من عمره، متزوج وأب لعدة أطفال، قام باختطاف وتعذيب ومحاولة قتل في حق طفل، لا يتجاوزه عمره 11 سنة، انتقاما من والده بسبب خلاف بينهما.
واستنادا إلى مصادر وصفتها بـ"الرسمية"، ذكرت الجريدة أن الطفل كان "يعبث" بقطعة "قصدير" من عمارة قريبة ومهجورة، فاستشاط غضبا، فاختطف الطفل واقتاده في حوالي الساعة الثامنة ليلا، إلى شقة بالطابق الثاني، فجرده من ملابسه بالكامل، وكبل رجليه ووضع لصاقا على فمه، قبل أن يبدا بتهشيم رأسه بمطرقة.
وتقول الجريدة ذاتها إن الطفل استطاع، مع الألم الذي كان يعانيه، من الإفلات من مختطفه، ورمى نفسه من إحدى نوافذ الشقة إلى الأسفل، فسقط مغشيا عليه، وجسده الصغير "كله طعون وكسور والدماء تنزف من عدة جروح غائرة في رأسه".
وتورد اليومية أن الطفل عندما سقط أرضا كان مكبلا من رجليه، واللصاق كان على فمه، وأنه تم نقله إلى المستشفى الجامعي ابن رشد، حيث تم توقيف النزيف بقسم المستعجلات، في انتظار خضوع الطفل لمجموعة من العمليات الجراحية.
وأضافت اليومية أن الفحص الأولي بين أن الطفل لم يتعرض للاغتصاب، وأن حالته مستقره إلى حدود يومه الاثنين.
وقد تم إيقاف الجاني في اليوم ذاته الذي ارتكب فيه فعلته الشنيعة، حسب "الأخبار" ونفى أن يكون قد حاول اغتصاب الطفل، موضحا بقوله "بالغدادي اللي فيّا عريتو وكتفتو وبقيت كنخبط فيه بالمطرقة وصافي"، لتحيله الشرطة القضائية لأمن البرنوصي، يومه الاثنين، على الوكيل العام للملك لدى استئنافية البيضاء.
الوحوش الآدمية
من يجرؤ أن يتحدث عن طفل لا يتجاوز سنه 11 سنة بمثل هذا الكلام: "بالغدايد اللي فيّا عريتو وكتفتو وبقيت كنخبط فيه بالمطرقة وصافي"، إذا ثبت في حقه كل ذلك، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، إلا إذا كان "وحشا آدميا"، وحتى وصف الجريدة بكونه "كان في حالة قصوى من الاضطراب النفسي" لا تشفع له، ولا تعفيه من العقاب.
ماذنب طفل، في صراعات والده أو غيره؟ من هنا، وبضغط من المجتمع المدني، يجب تفعيل كل الاتفاقيات التي تهم الطفولة، خصوصا التي تحميها من كل أنواع الاعتداءات.