وتقول اليومية إن رئيس الوفد الرسمي للحجاج المغاربة إدريس الأزمي الإدريسي الوزير المنتدب المكلف بالميزانية العامة، عجز عن الرد على تساؤلات ومطالب الحجاج المغاربة في زيارة قام بها لمخيماتهم بشارع 204 و206 أول أيام التشريق، مرفوقا بمجموعة من أعضاء وفده، إذ احتج الحجاج المغاربة على الظروف التي عاشوها بسبب سوء التنظيم وانعدام النظافة وقلة الحافلات وعدم تمكن بعضهم من الوصول إلى عرفات ومنهم من لم ينزل إلى المزدلفة.
وتضيف اليومية بأن أغرب ما اشتكى منه الحجاج، هو تعرض بعضهم للسرقة، إذ أكد مجموعة من الحجاج أنهم كانوا على متن حافلة تابعة لمكتب الخدمة الميدانية رقم 76، تاهت عن طريقها وتوقفت في خلاء بين عرفات والمزدلفة، لتحاصرها عصابة قدمت نفسها بداية على أنها عناصر جمركية، قبل أن تظهر حقيقتها وتستولي على حاجيات الحجاج.
وحسب اليومية فإن عجز الوزير عن تقديم وعود للحجاج يرجع إلى معاناته الشخصية مع أعضاء وفده الرسمي للظروف نفسها، إذ اضطر الوفد إلى تقاسم كل 18 منهم خيمة وحيدة والوقوف طويلا في طوابير للدخول إلى مراحيض، كما عانى الوفد من ضعف جودة الوجبات المقدمة إليه وجهزت خيماتهم بمروحيات عادية عوض مكيفات للتبريد، وهي الخدمات التي كان يجب أن تضمنها وكالة الأسفار التي تكلفت بالوفد الرسمي مقابل 150 درهم لكل عضو.
وواجه الوزير الأزمي أسئلة محرجة من قبيل سر تعاقد المغاربة مع المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية كل سنة، رغم أنها تقحم الحجاج المغاربة في متاهات وتحرم بعضهم من القيام بشعائر الحج في الوقت المناسب بسبب ضعف خدماتها وانزلاقاتها الكثيرة، ورغم عدة تقارير رسمية أكدت أن هذه المؤسسة تكرر أخطاءها، لكن المغرب لم يتدخل رسميا للحد من معاناة الحجاج المغاربة.
وفي موضوع ذي صلة، أوردت اليومية أن ثلاثة حجاج مغاربة توفوا بالديار المقدسة، بعد تدهور حالتهم الصحية نتيجة التقدم في السن، ومعاناتهم أمراضا مزمنة، فيما نقل 15 حاجا إلى المستشفيات من أجل العلاج وأغلبهم غادروا بعد تحسن حالتهم الصحية، حيث ذكرت تقارير إعلامية أن جميع حالات الوفاة جاءت بشكل طبيعي بسبب تقدم السن، وبعض الأمراض المزمنة التي كان الحجاج يعانونها قبل الوصول إلى مكة.
ظروف سيئة
ليست هذه المرة الأولى التي يشتكي فيها الحجاج المغاربة من سوء تدبير زيارتهم إلى العربية السعودية لأداء مناسك الحج، فعلى مدار السنوات السابقة تحدثت الحجاج عن العديد من العراقيل التي تصادفهم إما في السكن أو الأكل أو المواصلات، وكثيرا ما تعرضوا إلى ضياع أمتعتهم دون أن تقدم لهم المساعدة من طرف الوفد الرسمي المرافق ولا من طرف السفارة المغربية هناك، مما يطرح السؤال من المسؤول عن هذه الوضعية المؤسفة التي تتكرر كل سنة؟