"زمزم" و"شمعونة" و"كعبولة" طقوس عيد أضحى عاصمة دكالة

DR

في 06/10/2014 على الساعة 18:45

طقوس تعود إلى قرون، تؤثت أجواء عيد الاضحى بمدينة الجديدة، عاصمة دكالة، وحتى بعض القرى والبوادي المحيطة بها، والتي ظلت أكبر قبيلة في المغرب، وهي دكالة، تحافظ عليها أبا عن جد.

و تشهد اليوم الإثنين، ثاني يوم من عيد الأضحى، مدينة الجديدة على وجه الخصوص، في استثناء تتميز به عن باقي مدن المغرب، مايسمى عندهم ب"حيلولة" وهو شبيه بطقوس "زمزم"، وهو اليوم الذي يخرج فيه الصغار والكبار، حيث يتم فيه التراشق بالماء.

يبقى فقط، شي واحد إختلف بشأنه الباحثون، وهو أصل هذه العادة، بين قائل إنها تعود إلى اصل شيعي بالذبط من عهد الفاطميين، حيث كانوا يحتفلون بها في ثاني عيد من أعياد عيد الأضحى، وبين قائل إنه طقس وعادة يهودية، بقيت متأصلة لدى ساكنة منطقة دكالة، حيث أن اليهود كانوا يتواجدون بكثافة في مدينة الجديدة وبعض القرى، والشاهد على ذلك ملاح مدينة الجديدة، كما يذكر أن اليهود كانوا يحتفلون بـ"حيلولة" تيمنا بإنقاذ الله للنبي موسى من فرعون، حين غرق في البحر، ولهذا يتراشقون بالماء في مثل هذه المناسبة ابتهاجا وفرحا بنجاة النبي موسى.

وليس "حيلولة" الشبيه بزمزم الطقس اليهودي الوحيد، الذي لايزال موروثا ضمن عادات وتقاليد قبيلة دكالة في عيد الأضحى، بل حتى" شمعونة" و"كعبولة"، في الأمس الأحد خرج العشرات من الشباب المقيم في الدواوير، المحاذية للطريق المؤدية من زاوية سيدي إسماعيل إلى مدينة أزمور، يرتدون لباش "شمعونة" اليهودي" وزوجته "كعبولة" بالإضافة إلى "السبع بوالبطاين".

و"شمعونة" كما يشرح سائق طاكسي بالمنطقة، هو رجل يهودي يتكفل بجمع النقوذ التي يسلمها المواطنون، ويضعها في محفظته التقليدية والمصنوعة من جلد الغنم، فيما زوجته "كعبولة" تقوم برقصات تقليدية على إيقاع الطعريجة وتردد مواويل بدوية.

وعلى طول الطريق الفاصلة بين المنطقة المعروفة بـ"مصور راسو" ومدينة أزمور، يعترض "شمعونة وكعبولة وسبع بوبطاين" طريق السيارات من أجل الحصول على بعض الدراهم، حيث يلوحون للسيارات أن تتوقف.

أحد الركاب في سيارة الطاكسي والمسافر إلى مدينة الدارالبيضاء، تجاوز عمره الخمسين سنة، تأسف على مآل هذه الطقوس، وقال "لم تعد كما كانت في الماضي، حين كنا أطفالا، كانت الاحتفالات بالعيد الأضحى في البادية تستمر لثلاثة أيام، وذكر انه في الليلة الاولى يخرج "شمعونة" رفقة زوجته، و"سبع بوبطاين"، وويقول إن "شمعونة" تأنيث لإسم شمعون اليهودي، حتى ينسجم مع إسم "كعبولة " زوجته، ويضيف أن شمعون تعني بالعبرية "السلام"، وأن دور شمعون الذي كان يرتدي جلبابا ويضع لحية بيضاء، جمع النقود وتسليم من دفها وصلا مع الختم عليه، فيما زوجته ترقص لمن دفع، وفي اليوم الثاني تخرج الناقة، أما في اليوم الثالث فهو يوم الحفلة الذي يطبخ فيه الكسكس بالمال الذي تم جمعه وجميع افراد القرية يكونون مدعوين".

في 06/10/2014 على الساعة 18:45