وبعد تضارب الأنباء حول إغلاق محله، المتواجد بـ«سويقة دوار الحرش» بحي المسيرة بمدينة مراكش، استقبله والي جهة مراكش-آسفي فريد شوراق، يوم الأربعاء 26 فبراير الجاري، حيث سمح له رسميا بإعادة فتح محله واستئناف نشاطه، كما تم تمهيد الطريق أمامه للعودة إلى سوق الجملة بمدينة مراكش.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن الوالي طمأن بائع السمك الشاب، الذي لا يتعدى عمره 22 سنة، مؤكدا أن ما يقوم به يصب في مصلحة المواطنين ويساعد على محاربة المضاربات التي ترفع أسعار السمك في الأسواق. كما أصدر الوالي تعليماته للسلطات المحلية وللقائمين على سوق بيع السمك بالجملة بمدينة مراكش بالسماح لعبد الإله بالتزود بالأسماك من السوق بعدما كان ممنوعا من ذلك لعدة أسابيع.
وفي هذا الصدد، أكد عبد الإله العجوط، في تصريح لـLe360، أن الحوار الذي دار بينه وبين والي جهة مراكش-آسفي كان وطنيا ومسؤولا، مضيفا أن الوالي قال له: «تعاون مع المساكين، ولا أحد سيغلق محلك. اشتغل بدون مانع».
كما أشار عبد الإله «الجابوني» إلى أنه بمجرد عودته للعمل، قرر بيع السردين بسعر خمسين سنتيما للكيلوغرام، تعبيرا عن شكره وسعادته بالعودة إلى السوق.
من جانبه، أوضح عبد الجليل، أحد أقارب عبد الإله العجوط، أن الوالي استقبلهم بحفاوة واستمع إلى تفاصيل معاناة «مول الحوت» بعد منعه من دخول سوق الجملة وبيع السمك.
وأكد عبد الجليل أن الوالي لعب دورا حاسما في إعادة عبد الإله إلى نشاطه التجاري، حيث أتاح له فرصة العودة إلى السوق والعمل دون قيود، نافيا نفى أن يكون هناك أي قرار رسمي بإغلاق المحل، ومشيرا إلى أن قرار التوقف عن العمل كان شخصيا بسبب الإرهاق والضغوطات التي تعرض لها عبد الإله خلال الفترة الماضية.
من جهتهم، عبر العديد من سكان حي المسيرة وزبائن «مول الحوت» عن فرحتهم بعودته إلى نشاطه، مشيرين إلى أن بيعه السمك بأسعار منخفضة ساعد في التخفيف من الأعباء المعيشية على العديد من الأسر، كما أعرب العاملون معه عن ارتياحهم لهذا القرار، الذي أعاد الحيوية إلى سويقة دوار الحرش.
وبهذا التدخل، يكون والي جهة مراكش-آسفي فريد سوران قد قدم نموذجا في التفاعل مع قضايا المواطنين، خاصة في القطاعات المرتبطة بالمعيشة اليومية، ليؤكد أن دور السلطات لا يقتصر فقط على التنظيم، بل يشمل أيضا دعم المبادرات التي تصب في مصلحة المستهلكين وتحميهم من المضاربات وارتفاع الأسعار غير المبرر.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا