وقالت جريدة أخبار اليوم إن مصالح الأمن الولائي بتطوان تمكنت أمس الاثنين من وضع يدها على "صيد ثمين" في عالم الاتجار الدولي للمخدرات القوية، باعتقالها لـ"العقل المدبر" لشبكة الكوكايين التي تم تفكيكها أخيرا، عقب حجز 226 كيلوغراما من مخدر الكوكايين بمدينة مراكش.
وعلمت اليومية بأن القبض على متزعم شبكة الكوكايين "إدريس الحراق" لن يكن بالأمر السهل، حيث استدعت العملية التي وصفتها مصادر أمنية بـ"الصيد الثمين" تنسيقا محكما بين عناصر تابعة لمديرية مراقبة التراب الوطني "الديستي" والمصلحة الولائية للشرطة القضائية بتطوان، إذ كانت عناصر "الديستي" مكلفة بترصد تحركاته، خصوصا عندما تأكد لها أنه لا يزال داخل التراب الوطني، بعدما راجت أخبار عن فراره نحو إسبانيا التي يتوفر على أوراق الاقامة بها، وعند تحديد مكان تواجده دخلت عناصر الشرطة القضائية بتطوان على الخط، إذ تم توقيفه وهو يقود سيارته بضواحي مدينة الفنيدق، حيث رجحت مصادر عليمة أنه كان يتجول غير بعيد عن إحدى إقاماته الفاخرة الموجودة بالمنطقة.
جريدة الأحداث المغربية أوردت تفاصيل أخرى وقالت إن العناصر الأمنية حددت مكان وجود المتهم بدقة ونصبت كمين له، إذ تم رسم خطة محكمة وتتبعت مسار سيارة كان على متنها برفقة أحد الأشخاص، قبل أن يجد نفسه محاصرا من كل جانب بالعناصر الأمنية، التي أوقفته ونقلته للتحقيق معه وجمعت مزيدا من المعلومات بخصوص عملياته.
وحسب الأحداث المغربية، فقبل نقل المتهم للدار البيضاء من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي تتابع الملف لكبره وتشعب جنباته، تم نقل المعني لمدينة العرائش وضواحيها، حيث تبين أن له ممتلكات عدة هناك غالبيتها ضيعات فلاحية، تم تمشيطها وتفتيشها كلها ليلة الثلاثاء صباح اليوم الأربعاء، قبل أن ينقل برفقة الشخص المعتقل معه إلى الدار البيضاء لتعميق البحث والتحري، حيث تبين أن تواجده بمنطقة المضيق والضواحي كان بهدف تحين الفرصة للتسل عبر باب سبتة المحتلة ومغادرة التراب الوطني خاصة بعد تشديد البحث عنه.
وتابعت اليومية بأن البحث والتمشيط عثرت العناصر الأمنية بضيعاته على ثلاثة بنادق صيد ومجموعة من الأمور التي يمكن أن تفيد البحث وتم نقلها من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية كما أنه يمتلك شاحنات للتبريد كانت تستغل في نقل المخدرات.
تجار السموم
وكانت القضية تفجرت بداية الشهر الجاري، بعد أن تمكنت عناصر "الديستي" بمراكش وعناصر الشرطة القضائية بالمدينة من ضبط كمية كبيرة من الكوكايين الخام وصلت إلى 226 كيلوغراما، والتي كانت قادمة من البرازيل في اتجاه أوروبا قدرت قيمتها بحوالي 21 مليار سنتيم، وهي العملية التي أسفرت على القبض على أكثر من 20 شخصا يشتبه في تورطهم، كما حجزت باخرة وشاحنة وسيارات وأموال وأجهزة اتصال متطورة.