فقد نشرت يومية الأحداث المغربية، في عدد يوم غد الجمعة في صفحتها الأولى مادة خبرية، عن تفكيك شبكة للتنقيب عن الكنوز، يتزعمها مهندس دولة وفقيه.
وقالت اليومية إن دورية راكبة للدرك الملكي تمكنت من تفكيك شبكة متخصصة في التنقيب عن الكنوز بعد إيقافها واعتقال عنصرين أساسيين من بينهما مهندس دولة.
وأكدت اليومية أن باقي عناصر الشبكة مايزال البحث جاريا من أجل إيقافهم، وأضافت أن فقيها من أگادير هو الذي يحرك عناصر الشبكة، وهو من كان يتواصل مع المهندس الموقوف، عبر الهاتف الخلوي، ويحدد له مكان الحفر والزمان والطلاسم والتعاويذ التي يجب ترديدها أثناء الحفر لتجنب "أذن" الجن الراقد على الكنز "أصحاب المكان".
وتضيف اليومية أنه من خلال عملية الإيقاف تبين أن الشخصين الموقوفين عديما التجربة وقليلا الحيلة، حيث ارتكبا خطأ جسيما، جعلا أمرهما ينكشف بسهولة؛ إذ في الوقت الذي كانت دورية الدرك الملكي تقوم بجولتها الاعتيادية، لتمشيط المنطقة، لمحت سيارتين متوقفتين، فغيرت الوجهة نحوهما، لمعرفة هوية المتواجدين داخل السيارتين، وأسباب تواجدهما في المكان ذاته.
وحسب اليومية فإن أصحاب السيارة ما أن لمحوا عناصر الدرك الملكي حتى تركوا سيارتهم وأطلقوا سيقانهم للريح، في اتجاه الطريق الثانوية المعروفة لدى سكان المنطقة بـ"الفرفارة"، لتعلن حينها الدورية حالة استنفار قصوى، اتصل خلالها رئيس الدورية برئيسه المباشر، حيث جندت القيادة الجهوية للدرك الملكي عناصر مركز نزالة بني عمار، للتنسيق مع مركز المهاية.
ثم انطلقت عملية المطارة في مشهد هوليودي، قل نظيره أمام مسمع ومرأى سكان المنطقة، الذين عاينوا عملية المطاردة، التي شدت انتباههم، كما لقيت استحسانهم بعد تمكن رجال الدرك الملكي من توقيف واعتقال الشخصين الهاربين.
وقد تم تصفيد الموقوفين، ووضعهم عناصر الدرك الملكي داخل سيارة الملصلحة، وبدأت عملية التفتيش، حيث فتش الدركيون السيارتين تفتيشا دقيقا، ودققوا في وثائقهما، فتبين أن إحدى السيارتين مسجلة باسم شخص آخر، كما وجدوا أدوات الحفر، مما عزز لدى عناصر الدرك الملكي فرضية "البحث عن كنز".
وأكدت اليومية أنه أثناء البحث والتحري مع الموقوفين، أقرا بأنهما كانا في رحلة للبحث عن كنز، وأقرا بأن شخصا آخر يقطن بمدينة أگادير "فقيه سوسي" هو من أرشدهم إلى مكان المعلوم، وتابع معهما العملية من خلال الهاتف النقال، وأدليا أيضا بأسماء باقي أفراد الشبكة.
وقد تم عرض الموقوفين، أمس الخميس، أمام أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية.
"هندسة" البحث عن الكنز
رحلة مهندس للبحث عن الكنز التي أوردتها "المساء" ليست سابقة من نوعها، إذ تكررت إلى درجة يطرح معها السؤال إن كان الأمر صار ظاهرة جديدة، يجب الوقوف عندها والبحث فيها واستخلاص الدروس منها.
المثير في مثل هذه القضايا هو استدراج الفقهاء والمشعوذين لمهندسين في أعمال استخراج الكنوز.
فمن يخدع من؟ هل تعاويذ وطلاسيم الفقيه أعمت مهندس الدولة، وأوقعته في الورطة وفي قبضة رجال الدرك؟ أم علم المهندس وخبرته في الجيولوجيا والأرض والمعادن والمناجم أغوت الفقيه، حتى أسقطتهما معا في غياهب السجون؟