وفي التفاصيل أوردت "الأخبار" في عددها لنهاية الأسبوع، شهادات لأناس وقعوا ضحايا للاحتيال العاطفي داخل غرف الدردشة، منهم ضحية تدعى "جميلة" تبلغ من العمر أربعا وعشرين سنة، كانت بداية وقوعها في شرك الغرام في الأنترينت، عبر مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعرفت على شاب أسقطها في براثن ألاعيبه بعد سلسلة محادثات على غرف الدردشة وحسابه الخاص في "الفايسبوك" أو حتى الهاتف النقال.
وتابعت الجريدة، في شهادة للفتاة، أنه بعد سلسلة من الأحاديث العنكبوتية والمراسلات الهاتفية، فاجأها الشاب المزعوم بانه سيأتي لخطبتها رسميا من أسرتها، لتصدم بعد أيام وبدون سابق إنذار بانقطاع أخباره لمدة شهر، قبل أن يعود ويلومها لأنه كان مريضا ولم تسأل عنه، لتقوم بإنشاء حساب جديد وأرسلت إليه طلبا للصداقة وقبلها وأعاد نفس الأسطوانة التي يرمي بها لجميع الفتيات، على أنه يحبها وسيتزوجها... لتخبره، في الأخير، أنها "جميلة" التي أراد خطبتها وتقوم بمسحه من حسابها وتطوي صفحة من عمرها، عنوانها احتيال عاطفي دام لثلاثة شهور.
ونقلت اليومية، في المقال الذي نشر في صفحتها الأولى، وخصصت لبقيته الصفحة الخامسة كاملة، شهادة لفتاة أخرى تدعى "سهام" من مدينة القنيطرة، والتي هرعت إلى غرف الدردشة لنسيان معاناتها الزوجية لتلتقي بشخص يدعى "سمير"، الذي أوهمها أنه يحبها ويريد الزواج بها بأقرب فرصة وأن عليها مباشرة مسطرة الطلاق، لكي يتسنى له، بعد العودة من إيطاليا، الزواج بها، رغم علمه أن لديها ابنة.
وتابعت اليومية سرد قصة "سهام"، التي باشرت مسطرة الطلاق، ليختفي بعد ذلك الحبيب الافتراضي، دون سابق انذار، لتباشر السيدة مسلسل البحث في العالم الافتراضي، قادها إلى الاهتداء لشخص له نفس الإسم العائلي لـ"سمير"، أخبرها أن حبيبها المزعوم له اسم آخر، وأنه أب لأربعة أبناء، وأنه متزوج بعد أن طلق زوجته الأولى وأن ضحاياه من الفتايات كثيرات سقطن في شراك كذبه وكلامه المعسول.
وساقت الجريدة شهادة لفتاة أخرى تدعى"ليلى" التي كانت تعد لزفافها وشاءت الأقدار أن تقع ضحية لشاب تعرفت عليه في العالم الافتراضي، ونجح في إسقاطها في شباك أكاذيبه، لينتهي بها الأمر بين براثن الحرام بعد أن أصبحا يعيشان كزوجين لا ينقصهما إلا عقد الزواج. "ليلى" حاولت إنهاء العلاقة لتعود إلى خطيبها الأول، إلا أن الحبيب المزعوم بدد جميع محاولاتها بكشفه لفيدوهات خليعة لحبيبته استغلها الحبيب الافتراضي لابتزازها..
وسردت الجريدة كيف أصبحت "ليلى" تحت رحمة الحبيب الافتراضي، الذي أصبح يطلبها متى شاء، لتصبح ضحية استغلال جنسي دام لسنوات، حتى صارحت أختها التي دعتها الى فضحه، في تلك الأثناء كان مرض السرطان ينهش جسم "ليلى"، لتودع الحياة بعد صراع مع النصب والمرض، وداع لم يكن سهلا، لأن "ليلى" أخبرت والدتها بالقصة الكاملة حتى تتمكن أسرتها من متابعة الجاني قضائيا.
احتيال على القلوب
يعج الأنترنيت بحسابات مفترضة لأناس همهم الوحيد هو الإيقاع بضحايا لاستغلالهم جنسيا وماديا. استغلال يبدأ بدردشة عادية وغاليا ما ينتهي في غرف مظلمة.
أغلبية الحسابات يكون وراءها ذكور ينصبون على فتيات جاء بهم القدر لغرف الدردشة، ليبدأ مسلسل التعارف، وبعده إرسال الصور لتعارف أكثر، ثم تصوير فيديوهات مثيرة للفتيات، يستغلها المقتنص، في ما بعد لابتزاز ضحيته ماليا.
كثيرا ما تورد الجرائد قصص لفتيات وقعن ضحايا لمقتنصين، استغلوا سذاجة فتيات بسبب ولعهن بالتعارف وغرف الدردشة، ليجدن أنفسهم في مستنقع عنوانه المال والجنس مقابل السكوت عن الفضيحة.