وحسب يومية الأحداث المغربية الصادرة غدا الخميس، فإن "متطرفين هاجموا شخصا كانت رائحة الكحول تفوح من فمه، وانهالوا عليه بالضرب باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى أن أنهوا مهمتهم دون أن يتركوا له فرصة الدفاع عن نفسه، قبل أن يتوجه إلى الشرطة ليقدم شكايته".
وجاء في شكاية الضحية أن المتهم وإخوانه في الجماعة قاموا بتطبيق ما اعتبروه شرع الله في حقه بسبب معاقرته الخمرة، حيث قدم الجناة أنفسهم للضحية على أنهم من جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك على شاكلة ما يعرف ب"فرقة المطاوعة" في المملكة السعودية، تقول الجريدة.
وتضيف يومية الاحداث المغربية أن "التحقيق في هذه القضية أسند للفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة، من أجل تعميق البحث مع الموقوفين، في سبيل تفكيك هذه الشبكة وكشف باقي عناصرها المتورطة في ارتكاب مثل هذه الجرائم ومدى علاقتها بتنظيمات متطرفة أخرى.
أما يومية الصباح، فقالت إنها حجزت مطبوعات تكفيرية بحوزة ثلاثة أشخاص ينتمون إلى التيار السلفي بحي بني مكادة، ما أحدث حالة استنفار أمني بعاصمة البوغاز.وحسب التحريات الأولية فإن المتهم الأول يعمل نجارا والثاني يبيع العطور بأبواب المسجد، ليس لهما سوابق قضائية، لكنهما ومن خلال المعطيات الأولية للبحث، كانا يشاركان في "حملات" بعد صلاة الفجر، لضبط كل من هو في وضعية "خارج الشرع" حسب رأيهم، وسبق لهما أن اعترضا قبل هذه الواقعة شخصا يتعاطى المخدرات واعتدوا عليه بالشارع العام حسب ما أكده الضحية بعد استدعائه من قبل الشرطة للتعرف عليهما".
لماذا الشمال؟
هل تحول شمال المغرب إلى أرض خصبة للفكر المتطرف؟ سؤال يفرض نفسه بقوة مع كل الأنباء الواردة من هناك، حيث باتت مدن الفنيدق والمضيق وتطوان أكبر مصدر للمقاتلين المنضمين لتنظيم الدولة الأغسلامية في العراق والشام، ناهيك عن بعض الممارسات التي تظهر بين الفينة والأخرى، والتي تنهل من فكر متطرف، آخرها جلد مواكن بسبب معاقرته للخمر.
صحيح أن المنطقة محافظة، وعانت التهميش لفترات طويلة بعد الاستقلال، غير أن الأمر بات يستدعي مقاربة تمس في العمق غلاة الدين هناك، قبل أن يتناسل "الدواعش" بشكل سرطاني.