وتقول اليومية إن سكان دوار عين الركادة بإيموزار كندر، التابع إداريا لنفوذ عمالة إفران استشعروا أن أمرا خطيرا وقع ببلدتهم الهادئة، بعدما لاحظوا حجم الاستنفار الأمني، إثر وفاة شخصين اختناقا أثناء محاولتهما استخراج الكنز الموعود من باطن الأرض، بإرشاد من خمسة “مشعوذين” يتحدرون من سوس.
وحسب اليومية فإن مصالح الدرك الملكي بالمدينة أوقفت “المشعوذين” الخمسة وسبعة أشخاص آخرين كانوا يقومون بعمليات الحفر باستعمال وسائل تقليدية، ووضعتهم رهن تدابير الحراسة النظرية، كما انتقل مسؤولون من السلطات المحلية ومنتخبون من المدينة إلى المنطقة لمعاينة الحادث.
وذكرت اليومية بأن سكان الدوار حاصروا “المشعوذين” الخمسة بعد وفاة الهالكين من أبناء المنطقة أثناء محاولة استخراج الكنز المزعوم، وأشعروا مصالح الدرك الملكي بالواقعة، كما أغمي على بعض أفراد عائلات المفقودين، كما أفادت النتائج الأولية للبحث مع “المشعوذين” بأنهم دأبوا على زيارة دوار عين الركادة، قبل أن يقنعوا السكان بوجود كنز تحت أرضهم يضم مجوهرات ثمينة تتعلق بحلي ذهبية وفضية وزمرد ولؤلؤ، ما جعل الضحيتين ينخرطان في عمليات الحفر والتنقيب، بحثا عن صناديق المجوهرات، غير أنهما لفظا أنفاسهما الأخيرة أثناء عمليات الحفر بسبب الاختناق.
وتابعت جريدة الصباح بأنه حين كان الموقوفون من أبناء المنطقة منهمكين في أعمال الحفر بحثا عن الكنز، كان “المشعوذون” الخمسة، الذين ادعوا أنهم فقهاء، يقرؤون بعض التراتيل ويقومون بحركات غير طبيعية، مضيفة أن عناصر الضابطة القضائية حجزت مجموعة من “الجداول” والمخطوطات والكتابات، إضافة إلى وسائل الحفر التقليدية، لتأمر النيابة العامة بنقل الهالكين إلى مصلحة الطب الشرعي لتشريح جثتيهما، كما طلبت العناصر الأمنية من بعض أعيان المنطقة الحضور إلى مقر الدرك الملكي للاستماع إلى شهادتهم في الموضوع.
وكشفت الصباح بأن “المشعوذين” متورطون في احتراف التكهن والتنبؤ بالغيب ومحاولة سرقة ممتلكات الدولة، وأقنعوا أبناء المنطقة بمشاركتهم في عمليات الحفر بمنطقة عين الركادة لاستخراج كنز مقابل حصولهم على مقابل مادي.
من المنتظر حسب اليومية أن تحيل الضابطة القضائية للدرك الملكي اليوم الأربعاء، المتهمين على أنظار النيابة العامة قصد استنطاقهم في تهم تتعلق بالنصب عن طريق ممارسة طقوس الشعوذة، والتنبؤ بعلم الغيب واحتراف التكهن ومحاولة سرقة ممتلكات الدولة.
الطمع والاستغلال
ليست هذه هي المرة الأولى التي تنجح فيها العناصر الأمنية من إيقاف "مشعوذين" يحاولون التنقيب عن الكنوز باستعمال طرق يمنعها القانون، حيث أوقفت العديد منهم متلبسين بحفر مجموعة من الأضرحة في العديد من المدن التاريخية مثل مراكش بالقرب من قبور السعديين وسيدي موسى، وأيضا بالعاصمة العلمية للمملكة فاس وكذا مكناس، وغيرهم من المدن التاريخية والتي تزخر بالعديد من المقابر والأضرحة التاريخية، حيث يلجأ "المشعوذون" إلى التقرب من أبناء المنطقة من أجل معرفة معلومات عن المكان، كما أنهم يستغلون طمع بعضهم ويقعنعونهم بمساعدتهم في عمليات الحفر.