«صيد الأشباح». تعاون مغربي جزائري لمواجهة خطر «داعش»

DR

في 24/08/2014 على الساعة 18:44

أقوال الصحفيبدو ان النداءات المغربية المتكررة إلى الجزائر للتعاون أمنيا من أجل القضاء على التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة قد لقيت آذانا صاغية، حيث بدأ تفعيل تعاون استخباراتي في إطار عملية أطلق عليها «صيد الأشباح»، بين البلدين الجارين، لتفكيك خلايا ما بات يعرف بـ«الدولة الإسلامية» («داعش» سابقا).

الخبر، الذي أوردته جريدة «المساء»، في عدد غد الاثنين، على صفحتها الأولى، يقول إن تقريرا أمنيا كشف أن تنسيقا أمنيا يجمع المغرب بالجزائر لرصد وتعقب تجنيد المقاتلين وتسهيل سفرهم إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم "داعش"، تحت إشراف وحدة تتكون من ضباط متمرسين من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، المعروفة اختصارا بـ"الديستي".

وتضيف الجريدة ذاتها أن عملية "الصيد" تتم غالبا بعد الحصول على أدلة قاطعة وواضحة، في الوقت الذي تبدأ عملية المراقبة بعد تجميع المعلومات، خاصة عبر منتديات جهادية وشبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت ملجأ للباحثين عن شباب لتجنيده للقتال في سوريا، ما أسفر عن تفكيك بعض الخلايا وإيقاف بعض المتورطين في تجنيد "الجهاديين" لتنظيم "داعش".

وتؤكد اليومية ذاتها أن التنسيق الأمني يجمع، بالإضافة إلى المغرب والجزائر، كلا من تونس وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم تبادل المعلومات يوميا أحيانا بين استخبارات هذه الدول، عن نشاط عدد من شبكات التجنيد.

في سياق التحقيق في خلايا التجنيد والالتحاق بـ"داعش"، أوردت جريدة الصباح في عدد الاثنين، على صفحتها الثانية، بعد أن استخرجت للموضوع عنوانا بالصفحة الأولى، خبر اعتقال عنصرين من تنظيم "الدولة الإسلامية" بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء. وكشفت، استنادا إلى "مصادر مطلعة"، أن الأمر يتعلق بكل من "عبد الغني ر." و"رشيد ب." المنتمين إلى تيار السلفية الجهادية، واللذين كشف البحث مهما، تقول الجريدة، بأنهما خططا للاستفادة من تكوين عسكري وميداني في صفوف التنظيم الإرهابي المذكور، في أفق نقل تجربته إلى أراضي المملكة.

وأضافت اليومية أن المدعو "عبد الغني ر." كان على علاقة بالمعتقل الإسلامي "عبد العلي المجاهدي"، الذي اعتقل سنة 2003، بعد الضربات الإرهابية التي شهدتها الدار البيضاء في 16 ماي، وأدين بعشر سنوات، بعد أن تبين أنه كان على صلة بخلية الفرنسي روبير ريشار.

وحول الموضوع ذاته، كتبت "الأحداث المغربية"، على صفحتها الثالثة، بعد أن استخرجت للموضوع عنوانا بالصفحة الأولى، أن السلطات المغربية تحقق في ارتباطات "داعشيين" اثنين بتنظيمات دولية بإسبانيا، حسب بلاغ لوزارة الداخلية صدر أمس الجمعة، مضيفة أن المتهمين كان يتأهبان لالتحاق بـ"الدولة الإسلامية" والقيام بأعمال تخريبة داخل المملكة.

وتضيف الجريدة، استنادا إلى "مصادر مطلعة"، أنه ما تزال الأبحاث جارية في مقر الفرقة الوطنية بالدار البيضاء، لمعرفة المزيد من المعلومات حول الارتباطات المتشعبة للموقوفين، خاصة، تقول اليومية ذاتها، إن أحد الموقوفين له صلة بشبكة إجرامية تنشط في فاس، ويقودها معتقل سابق بمقتضى قانون الإرهاب، والأبحاث تسير، استنادا إلى مصادر "الأحداث"، حول ما إذا كانت للمجموعة علاقة بخلية "التوحيد" التي كشفت التحريات، بعد تفكيكها السنة الماضية، عن مخططات كانت تنوي القيام بها، بما فيها الثقيام بسرقات بالعنف لتمويل أنشطتها التخريبية أو ما يعرف بـ"الفيء". كما يتم التحقق، تضيف المصادر ذاتها، إن كانت للمجموعة ارتباطات مع شبكة سابقة كانت تنشط في سبتة ومليلية المحتلتين.

في السياق ذاته، تورد "الأحداث"، في صفحتها الرابعة، خبرا عن إلقاء عناصر الضابطة القضائية التابعة لمفوضية الأمن ببني بوعياش القبض على مهاجر مغربي، لا يتجاوز عمره 18 سنة، يقطن بفرنسا أمس الجمعة للاشتباه في انتمائه لتنظيم "داعش"، وذلك بعد تلقي خبر إشهاره لراية هذا التنظيم الإرهابي على سطح بيته ببني بوعياش في حفل زفاف، كان قد تم تنظيمه منذ حوالي أسبوع، لكن بعد أن تبين انتفاء أي علاقة للشاب بالتنظيم الإرهابي تم إطلاق سراحه في اليوم ذاته لاعتقاله.

من جانبها خصصت "الأخبار" في عدد الاثنين، ملفها السياسي الممتد على الصفحتين 6 و7 لتهديدات "داعش" واسنفار الجيش المغربي، أوردت فيه حوارا مع محمد بنحمو، الخبير في القضايا الأمنية والاستراتيجية، قال فيه إن "التهديدات الإرهابية للمغرب حقيقية وخروج الجيش هو استعداد لمواجهتها".

التعاون الدولي هو الحل

التعاون الدولي الذي انخرط فيه المغرب من أجل القضاء على الخلايا الإرهابية، خصوصا تلك التي لها علاقة بالتنظيم الإرهابي المروع "الدولة الإسلامية" بجرائمه الفظيعة وغير المسبوقة، بدأ يعطي ثماره، ومن المنتظر أن يزيد تضييق الخناق على تلك الخلايا "النائمة" والمتربصة بعد انخراط الجزائر في هذا التعاون مع المملكة.

هذا التعاون هو الذي ألح عليه بيان وزارة الخارجية والتعاون المغربية، الصادر يومه الأحد، عندما أكد على "أهمية تكاثف الجهود الدولية لمحاربة ظاهرة الإرهاب وضرورة التصدي لهذه الآفة الخطيرة التي تهدد أمن واستقرار المجتمع الدولي بأسره، وعدم ربطها بأي ثقافة أو حضارة أو دين".

تحرير من طرف Le360
في 24/08/2014 على الساعة 18:44