وتقول جريدة أخبار اليوم المغربية إن عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية بالخارج، واجه موجة من الاحتجاجات الغاضبة، وشعارات "ارحل" التي رفعها مجموعة من المهاجرين، أثناء حفل نظمته وزارة المغاربة المقيمين بالخارج، لتكريم مهاجرين ينتمون إلى الجيل الأول من العمال المغاربة بالخارج أمس الأحد.
وتضيف اليومية أن احتجاجات وعبارات "المجلس ارحل" رد عليها بوصوف بطريقة عنيفة، حيث قال إنه باق في منصبه "لن أرحل، ولتأتوا أنتم لترحيلي واعلموا أنني لا أخاف"، وبلغ التوتر ذروته حين وصف بوصوف المحتجين عليه بـ"النكرات" و"الأشرار" وهو ما حول الحفل إلى موجة من الاحتجاجات والصراخ والحركة في اتجاه المنصة".
أما جريدة الأخبار فقالت إن المغاربة المقيمون بالخارج، الذين حضروا حفل تكريم رواد الجيل الأول من الجالية، رفضوا أن يلقي بوصوف كلمة بالمناسبة، ورفعوا شعارات تطالبه بالرحيل، ليصفهم بـ"الوجوه البئيسة" وهو ما زاد من حدة المشادات الكلامية بينه وبين المحتجين، قبل أن يتدخل أفراد من الأمن الخاص ويطالبوهم بالتزام الهدوء.
صحيفة الناس هي الأخرى تطرقت للموضوع وقالت إن كلمة "بئيسة" أشعلت القاعة كلها ليرفع شعار "ارحل" في وجه بوصوف، الذي رفض الاعتذار للقاعة، قبل أن يقوم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بتهدئة الوضع وإقناع بوصوف بالاعتذار، ليصرح هذا الأخير للجريدة قائلا إنه لم يعن بكلمة "بئيسة" جميع الحاضرين، لكنه عنى بكلامه وجهين اثنين لا وزن لهما في الجالية.
جريدة الصباح، من جهتها، قالت إن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران اضطر إلى التدخل عدة مرات لإعادة الهدوء، وإرضاء الغاضبين، وأن اللقاء تحول إلى فوضى عارمة وشجارات وملاسنات حادة، بلغت حد التلفظ بكلام ناب وكادت أن تنقلب إلى تشابك بالأيدي.
وتابعت اليومية أن المحتجين تساءلوا عن الفائدة من مجلس الجالية، ما دام لا يقدم أي خدمات لأفرادها ولا ييستجيب لطلباتهم الملحة.
وفي سياق متصل تقول جريدة الاتحاد الاشتراكي إن ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الوردة قال بمقر مجلس النواب أثناء اليوم الدراسي حول الهجرة إن هناك 10 مقترحات قوانين خاصة بالهجرة سيتقدم بها الاتحاد بالتنسيق مع كل الفاعلين في الدورة البرلمانية المقبلة، داعيا اتحاديي واتحاديات دول المهجر وكذلك الجمعيات المعنية بالتنسيق والتشاور مع الحزب في هذا الباب.
التحكيم الملكي
من المفروض في مسؤول حكومي أن يتحلى بقدر كبير من ضبط النفس والدبلوماسية في مواجهة كل الانتقادات مهما كانت قاسية، بحكم منصبه الذي يفرض عليه مجاراة كل الصعوبات، لكن ليس من المعقول أن يفقد الأمين العام لمجلس الجالية أعصابه ويدخل في ملاسنات مع المهاجرين، الذين اعتبروه شخصا لا يمثلهم لكونهم لم ينتخبوه ولأنه يحتفظ بمنصبه منذ سيع سنوات، ويجعل من الاحتفال ساحة لتصفية الحسابات، الأمر الذي جعل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران يشهر ورقة التحكيم الملكي، بعد أن وجد نفسه وسط هذه الفوضى، خاصة وأن الحفل أقيم على شرفهم بمناسبة الاحتفال بيومهم الوطني.
