وأوردت يومية أخبار اليوم المغربية الصادرة غدا الثلاثاء، شهادات من مغاربة يعيشون تحت رحمة الرصاص والقذائف العشوائية في ليبيا، قوتهم اليومي الخبز اليابس، دون ماء أو كهرباء ولا غاز.
وكتبت اليومية عن مغاربة اختاروا كراء ثلاث سيارات أجرة للفرار بجلدهم من العاصمة، وانتظروا الساعات الأولى من ليلة أمس، وذلك تجنبا لخطوط النار المشتعلة في طرابلس، لكن رحلتهم نحو الحدود التونسية لم تأت بالنتائج التي انتظروها، وجاء في شهادة أحدهم أن "الجيش وشرطة الحدود التونسية طلبوا منهم الإدلاء بتذاكر السفر عبر الطائرة من تونس إلى مطار محمد الخامس، إذا أرادوا تجاوز الحدود نحو بر الأمان".
ونقرأ في مقال اليومية أن "الأسعار قفزت إلى مستويات قياسية أمام شح الموارد، وتوقف صرف رواتب العديد من العاملين هناك لغياب سلطة مخاطبة، وضاعت فرص الشغل بفعل حالة الفوضى التي تعيشها المدن، واختفت الأدوية بسبب خوف بسبب خوف أصحاب الصيدليات من المعارك الدائرة داخل الأحياء والشوارع، وتحولت الستشفيات إلى فضاءات تستقبل جرحى وقتلى الحرب".
كما تحدثت يومية الصباح عن الموضوع، في عدد يوم غد الثلاثاء، وقالت إن "70 ألف مغربي يواجهون الموت بحثا عن رحلات بحرية أو جوية، موردة تصريحا لأحد أقارب أسرة مغربية عالقة بليبيا قال إن افراد أسرته توجهوا صباحا إلى المطار، مع مجموعة أخرى من الأسر المغربية، إلا أنهم وجدوا المكاتب مغلقة، وقضوا ساعات في المطار بعد أن اشتدت المواجهات المسلحة خارجه، ليجروا اتصالات هاتفية بأقاربهم بالمغرب مطالبين إياهم بالضغط على الحكومة لإخراجهم من هذا النفق المظلم" تختم الجريدة.
إنقاذ ما يمكن إنقاذه
رغم أن وزارة الخارجية تدخلت لإنقاذ المغاربة المقيمين بليبيا والذين يعيشون أوضاعا مأساوية بعد الانفلات الأمني وسيطرة جماعات وميليشيات مسلحة على أهم مطارات ليبيا، واشتعال المواجهات بينها، بشكل أجهض العملية السياسية في ليبيا، إلا أن تدخلها لا يبدو أنه جاء سريعا، إذ ما يزال المغاربة يواجهون الموت يوميا.
الوضع الأمني في ليبيا حاليا خرج عن سيطرة الجميع، فقد أصبح بالبلد أكثر من "إمارة إسلامية"، ولا يلوح في الأفق أي سبيل للتصالح، ما يجعل آلاف المغاربة مرغمين على العودة، كما فعل بنو جلدتهم بعيد سقوط نظام العقيد معمرالقذافي.