وحسب الصباح، فإن قاضي التحقيق بالمحكمة الزجرية بالبيضاء أصدر إنابة قضائية إلى الفرقة الجنائية بولاية أمن البيضاء للاستماع إلى النائبة البرلمانية والمحامية ياسمينة بادو، بصفتها رئيسة المقاطعة الجماعية أنفا، التي تقع في نفوذها الترابي العمارات الثلاث المنهارة في منتصف رمضان والتي خلفت 23 قتيلا وأكثر من 50 جريحا.
وأوردت اليومية أن الأمر، الذي صدر وسط الأسبوع الجاري، ضربت حوله سرية كبيرة، وأن الأبحاث باشرتها الضابطة القضائية الجمعة الماضي؛ إذ شوهدت النائبة البرلمانية تلج بوابتها حوالي الثانية والنصف بعد الظهر، حيث جرى الاستماع إليها حوالي ثلاثة ساعات بعد استئذان نقيب المحامين بالبيضاء، سيما أن ياسمينة محامية تنتمي إلى الهيأة نفسها.
وانتصبت الأبحاث حسب الصباح حول الإفادة بظروف وملابسات انهيار العمارات الثلاث، وحول ما إن كان للحادث ارتباط بالتقصير في المراقبة، خصوصا ما تعلق بالأشغال غير المرخصة المسببة في الانهيار، وأيضا السماح بالسكن، رغم أن الطابق الرابع للعمارة ذاتها رفضت السلطات المختصة منح رخصة السكن حوله بسبب مخالفات في البناء، وينتظر أن تكون الأبحاث شملت مناحي عديدة متعلقة بطريقة عمل شرطة البناء وكيفية التعامل مع المخالفات وطرق زجرها.
وعلاقة بالموضوع، تقول الصباح بأن عبد المجيد ماجيدي قاضي التحقيق بالغرفة الأولى باستئنافية البيضاء، يواصل الاستماع إلى قائد مقاطعة بورگون الذي منع بالامتياز القضائي بسبب وظيفته قائدا، بناء على ملتمس النيابة العامة، حيث أن الوكيل العام لدى استئنافية البيضاء رفع الأسبوع الماضي، تقريرا إلى الرئيس الأول للمحكمة ذاتها بشأن ملف القائد وأناط الرئيس الأول المهمة إلى قاضي التحقيق بالغرفة الأولى باستئنافية البيضاء.
ومن جهة ثانية، أفادت الصباح بأن ابتسام ميجان، ضحية انهيارات بورگون استعادت مفاتيح شقتها أمس السبت بعد أن انتزعت منها في وقت سابق، من قبل القائد وموظفين آخرين بعضهم ينتمي إلى ولاية جهة البيضاء، حيث أنها استشاطت غضبا بسبب تصرفات موظفي الداخلية، وخرجت في أكثر من مناسبة بتصريحات تؤكد فيها عزمها خوض أشكال نضالية لاستعادة الهبة الملكية ولو تعلق الأمر بمقابلة الملك، مؤكدة أن الأمر لا يتعلق بقيمة الشقة، ولكن برمزيتها لأنها مسلمة من أمير المؤمنين.
وتابعت الصباح بأن ابتسام زارت أول أمس الجمعة مقر الولاية وبثت شكواها لدى المسؤولين بها، متسائلة عن الأسباب التي دفعت إلى حرمانها من الهبة وعدم مراعاة حالتها النفسية، سيما أنها المتضرر الكبير، إذ فقدت في الفاجعة والديها وشقيقها ورضيعتها الصغيرة ذات ثمانية أشهر.
وحسب الصباح دائما فإن ابتسام توصلت بمكالمة هاتفية، يطلب منها الحضور لمقابلة كريم قسو لحلو عامل عمالة مقاطعات آنفا الذي سلمها مفاتيح الشقة.
ربط المسؤولية بالمحاسبة
مع توالي الأيام ستتضح المسؤولية وسيعرف الرأي العام الوطني الأشخاص المسؤولين عن فاجعة بورگون والتي راح ضحيتها أشخاص لا ذنب لهم سوى أن بعض المسؤولين لم يؤدوا وظائفهم التي يحصلون بواسطتها على أجر هو في الأساس من أموال دافعي الضرائب.
لكن في المقابل، يجب أن ترتبط المسؤولية بالمحاسبة وأن لا تظل حبرا على ورق، خاصة وأن الدستور الحالي يؤكد على وجوب تطبيقها، لذا يجب تفعيل المحاسبة وتقديم الجناة مهما كانت مكانتهم داخل المغرب، ولا أن لا يتم التعامل معهم بمنطق "الله يسامح"، حتى لا يفقد المواطن المغربي ثقته في مؤسسات بلاده.